الوسيلة الصالحة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، ونصلي ونسلم ونبارك علي إمام الأنبياء والمتقين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، روى الإمام الترمذي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَن يشتري بئر رومة، فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة؟” فاشتريتها من صلب مالي” ومعني ماء يستعذب، أي ماء عذب يصلح للشرب منه، وبئر رومة هو بئر كانت لرجل يهودي يبيع ماءها للمسلمين، ومعني دلوه مع دلاء المسلمين، أي يجعل البئر سبيلا للمسلمين، واشترى عثمان بن عفان رضي الله عنه بئر رومة، وكانت لرجل يهودي يبيع ماءها للمسلمين.
فأتى عثمان اليهودي، فساومه بها فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم، فجعله سبيلا للمسلمين يشربون منها، ثم اتفق عثمان واليهودي على أن يكون له يوم وللمسلمين يوم، فكان إذا كان يوم للمسلمين استقوا ما يكفيهم يومين، فلما رأى اليهودي ذلك، قال لعثمان أفسدت عليّ بئري، فاشتري النصف الآخر، فاشتراه عثمان بثمانية آلاف درهم، وإن من أفضل الأمور في الدنيا للعبد المسلم هو اتباع هدي النبي صلي الله عليه وسلم والسير علي دربة، وهي طاعة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أمر الله المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله فقال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله” أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قال “كل أمتي يدخلون الجنة، إلا من أبى، قالوا ومن يأبى يا رسول الله؟
قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى” ومن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هو ترك ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم، فيقول الله تعالى ” وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” وقال صلى الله عليه وسلم ” ما أمرتكم به فخذوه وما نهيتكم عنه فانتهوا” وكما يجب تحقيق عبادة الله على منهاجه صلى الله عليه وسلم، فإن الله سبحانه وتعالى لا يقبل عبادة، حتى تكون على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله تعالى ” فآمنوا بالله ورسوله النبى الأمى الذى يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون” أي تأسّوا به في عبادتكم لربكم، وكما يجب أيضا الإيمان بأفضليته صلى الله عليه وسلم، فإن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الرسل دون تنقيص من رسول أو تحقير.
حيث قال صلى الله عليه وسلم “أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر” وأما عن الشرط السابع، فهو الإيمان بخاتميته صلى الله عليه وسلم، ويعني الاعتقاد الجازم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والمرسلين، حيث قال الله تعالى ” ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين” وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وحج البيت، وصوم رمضان” رواه البخاري ومسلم.الوسيلة الصالحة