الرئيسيةشعرالوطن… نبض القلب وسر الانتماء
شعر

الوطن… نبض القلب وسر الانتماء

الوطن... نبض القلب وسر الانتماء

الوطن… نبض القلب وسر الانتماء

 قلم / محمد صالح العوضي

الوطن ليس مجرد مكان نعيش فيه،

بل هو كيان يسكن فينا قبل أن نسكنه،

وهو الحلم الأول والملاذ الأخير،

والذاكرة التي لا يبهت لونها مهما طال الزمن.

في أحضانه تنبت أحلامنا، وعلى ترابه تُكتب أولى حروفنا،

ومن سمائه نستلهم معنى الأمان والكرامة.

الوطن… هويةٌ وانتماء

الوطن هو أثمن ما يعتز به الإنسان، فهو مهدُ الصبا ومدرجُ الخطى، ومرتعُ الطفولة ومأوى الكهولة، منبع الذكريات نبراس الحياة.

إنه موطنُ الآباء والأجداد،

وملاذُ الأبناء والأحفاد. فالإنسان بلا وطن كغصنٍ اقتُلع من شجرته،

يفقد ظله وثماره ومعناه،

إذ لا هوية له ولا ماضٍ أو مستقبل.

وحبّ الوطن فطرة أودعها الله في القلوب، تنمو بالعطاء، تثمر اخلاص ووفاء.

أحمد شوقي… شاعر الوطن والعروبة

لم يكن الشعر عند أمير الشعراء أحمد شوقي مجرد فنٍّ للتغنّي بالكلمات،

بل كان رسالةً وطنيةً تنبض بالحب والانتماء. تغنّى شوقي بمصر حبًّا وحنينًا، فكانت أبياته أنشودة ولاءٍ خالدة.

قال في واحدة من أروع قصائده:

أنسـاك يا مصرُ؟ كيف القلبُ يسكنني

وكيف للروح أن تمضي عن الجسد؟!

بهذا البيت عبّر شوقي

عن وحدة الروح بالوطن، وعن استحالة فراقه، فمصر في قلبه ليست أرضًا فحسب، بل حياةٌ تجري في دمه.

كما يظهر إخلاصه ووفاؤه الدائم لوطنه في قوله:

يا ساكني مِصرَ إنّا لا نَزالُ على

عَهْدِ الوَفاءِ وإنْ غِبْنا مُقِيمِينَا.

لقد جعل شوقي من حبّ الوطن نشيدًا خالدًا،

وجعل من شعره مرآةً للوفاء والانتماء، فخلّد اسمه في ذاكرة الأدب العربي.

الوطن… حياة وخلود

ليس الوطن مجرد بقعةٍ على الخريطة، بل هو روحٌ تسكن الجسد، ونورٌ يضيء درب الحياة. من أجل الوطن تُبذل الأرواح وتُسطّر الملاحم، لأنه عنوان الكرامة وموئل العزة.

حبّ الوطن هو الذي يجمع القلوب على كلمةٍ واحدة، ويزرع في النفوس الأمل والتفاني، فهو سرّ البقاء وجوهر الهوية، ومنبعه الولاء الصادق والعطاء المستمر.

سيبقى الوطن قصيدةً أبدية تتغنّى بها الألسن وتخفق لها القلوب، وسيظلّ حبّه تاجًا على رؤوس الأوفياء. فالوطن هو البداية والنهاية، وهو

الحلم الذي لا يغيب، والهوية التي لا تزول.

الوطن… نبض القلب وسر الانتماءالوطن... نبض القلب وسر الانتماء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *