الرئيسيةمقالاتأمانٌ تركه ورحل في ذكرى رحيلك يا أبي
مقالات

أمانٌ تركه ورحل في ذكرى رحيلك يا أبي

أمانٌ تركه ورحل

في ذكرى رحيلك يا أبي

كتبت: ساهرة رشيد/ العراق

 

تمرّ الأعوام يا أبي، ولا تزال ذكراك تسكنني كما تسكن النسمة صباحات الربيع.
رحلتَ جسدًا، لكنك بقيت في كل تفاصيل الحياة: في دعائي، في صوتي حين أتماسك، في ملامحي حين أبتسم رغم الوجع.

أتذكّرك حين كنت تقول لي بثقة: “كوني قوية يا ابنتي، فالعمر لا ينتظر الضعفاء.”
كنتَ ترى فيّ ما لم أره أنا، وتؤمن بي أكثر مما كنت أؤمن بنفسي.
كنت السند الذي لا يتبدّل، والظلّ الذي يحميني من قسوة الأيام.

يا أبي…
منذ رحيلك، تغيّر كل شيء.
الأشياء لم تعد كما كانت، حتى الضوء صار باهتًا، كأنه فقد دفئه مع غيابك.
أشتاق لضحكتك التي كانت تُصلح يومي، لصوتك الذي كان يزرع الطمأنينة في روحي، ولحضورك الذي كان يملأ البيت بالأمان.

كم تمنّيت أن تبقى قليلًا لأقول لك كم كنت عظيمًا، وكم من قوتي اليوم صدى لوجودك بالأمس.
لقد تركت في قلبي مدرسة من الصبر، ومنهجًا من الإيمان.
علّمتني أن أكون كما أردتني دائمًا: امرأة قوية، رقيقة الملامح، صلبة الموقف، لا تضعف أمام أحد إلا الله.

كل عام تمرّ ذكراك، فأدرك أن الحب لا يموت، وأن رحيلك لم يُطفئ النور بل جعله يسكن أعماقي.
أعيش على إرثك الجميل فيّ: تلك الطيبة التي ورثتها عنك، وتلك النظرة الواثقة التي علمتني بها أن الحياة مهما قست، تبقى جديرة بأن تُعاش بكرامة.

رحمك الله يا أبي…
كل نبضة فيّ تذكّرك، وكل نجاح أحققه هو امتداد لاسمك الذي أحمله بفخرٍ ودمعة امتنان.
لن أقول وداعًا، فمثلك لا يُغادر، بل يعيش في الدعاء، وفي نبض القلب إلى آخر العمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *