الدكروري يكتب عن باب البر والإحسان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الابتسامة من تطيب النفوس، والكلمة الحسنة ومساعدة الغير من الأمور التي تجبر الخواطر، فطيبو خواطر من حولكم، ولا تبخلوا عليهم من الجهد والعمل المستطاع، فهي سعادة وفتح لباب البر والإحسان، فما أروع من مواساة الذين يعيشون معنا، وما أعظم أن نجبر بخاطرهم، لعل الله يجبر بخاطرنا ويزيح عنا الغيوم، فإن الله عز وجل قد عقد عقد الأخوة بين المؤمنين، وجعلهم بنعمته إخوانا، وهذه الأخوة تقتضي الإحسان، والإحسان درجات وأنواع، وإن السلام اسم من أسماء الله تعالي، لأن السلام هو شعار الإسلام واختاره الله عزوجل وصفا لليلة القدر التي نزل فيها القرآن الكريم، كما جعله الله تعالى تحية الملائكة لأهل الجنة، كما جعل الله تعالى السلام تحية المسلمين فيما بينهم لتطبيق معانيه في حياتهم.
وشؤون معاشهم، ولا يقتصر السلام في الإسلام على من نعرفهم فحسب، بل جعل النبي إفشاء السلام بين الناس جميعا، ليشمل من نعرفهم ومن لا نعرفهم، فليكن السلام لنا منهجا ننعم به، وينعم به الناس، على أن السلام المأمور به شرعا لا يعني مجرد الترديد باللفظ فقط، بل يقتضى نشر ثقافة السلام قولا وفعلا بين كل المخلوقات، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أسوة حسنة لكل المسلمين وغير المسلمين فقد كان مثال في الرحمة وصفاء القلب، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بمواقف توضح ما معنى جبر الخواطر علي الله؟ وهناك موقف حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الى أهمية جبر الخاطر، وهو عندما جاء فقراء المهاجرين مكسوري الخاطر وقالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور،
يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم، قال “أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحه صدقة، وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهى عن منكر صدقة، وفى بضع أحدكم صدقة، قالوا يا رسول الله، أيأتى أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها فى حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضغها فى الحلال كان له أجر” رواه مسلم، وحتى الأطفال كان لهم من جبر الخاطر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيب فعن أنس رضي الله عنه قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له أبو عمير، أحسبه قال كان فطيما، قال فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه.
قال يا أبا عمير، ما فعل النغير وهو طائر صغير كالعصفور؟ قال فكان يلعب به” رواه مسلم، فإن جبر الخواطر من أهم الأشياء التي يجب أن نلتفت إليها في معاملاتنا اليومية وجبر الخواطر لها العديد من الأشكال، وجبر الخواطر معناة رفع همه الشخص أو تهوين مصيبتة والأخذ بيدية حتي يمر بمصيبتة ، ورفع همه الشخص قد تكون بالنصيحة أو الإبتسامة أو الصدقة، وجبر الخواطر من المعاملات الإسلامية، التي يجب أن يتحلي بها كل مسلم وكل شخص عموما بعيد عن ديانتة، ومن يعمل علي جبر الخواطر فهو بالتأكيد شخص شهم ومعدنة أصيل.