بالامس زرت الاماكن
بالامس زرت
الاماكن
بقلم الشاعرة / هنا السباعي
بالامس زرت
الاماكن
التي جمعتني انا ..وانا
وكل اشيائي الجميلة
تحدثنا كتيرا
وسمعت عتابها
تلوم غيبتي
وتبكي بعدي
وتسأل اين عيدي
حينما كنا معا
كنا اسعد شمل
وكنا اجمل سهر
تسائلت تابلوهاتي
القديمة …
لماذا انسي كيف
اختارتها عيوني
وكيف اصبحت
جزء يشبة مكنوني
قال الاثاث
الحزن بغيابك
قتل امسيات السمر
اتذكرين كم كنت زاهي
مبتهج
كم كنتي تتباهي
وتتفتح ورودك
بقدوم الاهل
والاحباب وتحلي الصور
وارتفعت اصوات
التحف
تبكي اناملي
وتتوسل ….لا ترحلي
ابقي هنا
اشتقت لمساتك
والبريق ودع
منذ رحلتي
رحلت حياة القلب
التي كانت هنا
كم اغنيات تتراقص
بالحانها الورود
كم كانت الارضيات
تبدو
براح وضياء مشهود
كم مر …ومر
من السنوات
اعداد
هامت دموعي
وسقطت نظرة مني
رغم عني
ترنو الاواني
وكاسات واكواب
وهذا فنجاني القديم
صديقي
الذي صاحبني
كل احوال الليالي
كم رشفت قهوتي
حينما اكتب
وتتجلي الاماني
حينما اهيم بخيال
الوجد وتكتمل الصور
كم كنت معه
كأنني
بالقاء محبوبي نرتجل
الاحاديث
فيسافر القلم
ويعود بكنوز مكنوني….
وتلك وسادتي
تلك التي
ما شهدت لحظة
دمعتي
قد كنت اغفو
بابتسامة امل
واعود بالصحو
مشرقة العيون
كم حدثتني
عن الاماني
كيف تكون
وهذا الذي شغل
اكبر محتوي بغرفتي
وحمل كل ثيابي
هو خزانتي
حمل اجمل الوان اثواب
تجليت بها
كالملكات بطلتي…
اما هذه
مرآتي وصديقتي
بها مني اصل
ملامحي وسحر
عيوني
وكم قرأت مقلتي
وكم قالت
انتي التي بأجفان
حور
وملامح الورود
تتفتحي
هيا افرحي
ولا للدمعات بيني
وبينك مكان
احذري ان تذبل
ورودك فتذبحي ……
وخطرت اقدامي
في خيلاء وكبرياء
اتقدم نحو
كتبي والاوراق
ولكنني
سرعان ما سبقتني
دموعي
حين رأيتها بالحزن
تتوشح غبار اتربة
السنون
كم مضي من ايام
وشهور
دون ان ادنو اليها
واسمع من صفحاتها
ترحاب
دون ان اصافح
غلاف
او اتصفح كتاب …
بالامس زرت الاماكن
كم كانت تلك الزيارة
مؤلمة …
شاقة كما مشقات
الحجيج ممتعة
اغتسلت بقاء ذكري
زلزلتني
دغدغت ما بقي
من اصوات نحبي
كم توهت ما ادري
اتلك عودة الي نفسي
ام انها طلقات قتلت
غفلتي
صرخات نادت الغوالي
الراحلين حين
كنت جوارهم
وجوار اشيائي ونفسي ….
بالامس زرت
الاماكن