بطولات رجال البترول فى حرب أكتوبر
بقلم/ كيميائية مايسة أحمد محمد
ماجستير حماية البيئة وزميل كلية دفاع وطنى أكاديمية ناصر العسكرية العليا
لم تكن معركة السادس من أكتوبر 1973 معركة عسكرية فقط، بل كانت معركة شاملة شارك فيها أبناء الوطن جميعاً، كلٌ فى موقعه. ومن بين هؤلاء، برز رجال البترول الذين خاضوا جبهة لا تقل خطورة عن جبهة القتال، وأسهموا بدور محوري فى صناعة النصر.
تأمين الإمدادات للقوات المسلحة
نجح رجال البترول فى توفير الوقود اللازم للقوات المسلحة على مدار الساعة، وسط ظروف بالغة الصعوبة، وبخطط دقيقة ضمنت وصول الإمدادات إلى الجبهة دون انقطاع، رغم استهداف العدو لخطوط النقل ومخازن الوقود.
استمرار الإنتاج تحت القصف
كانت حقول وآبار البترول فى سيناء وقناة السويس أهدافاً مباشرة للغارات الجوية الإسرائيلية، ومع ذلك واصل العاملون عملهم بشجاعة نادرة، وأعادوا تشغيل المنشآت بسرعة مذهلة بعد تعرضها للتدمير، حفاظاً على استمرارية الإنتاج.
دعم لوجستي وتمويلي
ساهم قطاع البترول بموارده وعائداته المالية فى دعم المجهود الحربي، حيث تم توجيه جزء كبير من الصادرات لتمويل التسليح وتغطية الاحتياجات العاجلة للدولة أثناء الحرب.
البترول كسلاح استراتيجي عربي
كان لرجال البترول المصريين دور بارز فى التنسيق العربي الذى أدى إلى قرار وقف تصدير النفط للدول المساندة لإسرائيل. هذا القرار التاريخي مثّل سلاحاً استراتيجياً فاعلاً، غيّر موازين القوى العالمية، وأجبر العواصم الكبرى على إعادة حساباتها تجاه العدوان.
شهداء الواجب
قدّم قطاع البترول عدداً من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم أثناء أداء مهامهم فى تشغيل وصيانة خطوط الإنتاج والنقل بالمناطق المهددة، ليظل الوقود متدفقاً للجبهة دون توقف.
كلمة أخيرة
لقد جسّد رجال البترول أروع صور الوطنية، وسطروا صفحات عظيمة من تاريخ مصر، تثبت أن النصر لم يكن وليد قوة السلاح وحده، بل ثمرة جهد وتضحية مشتركة من كل أبناء الوطن، وفى مقدمتهم رجال البترول الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية دعم معركة التحرير حتى تحقق النصر.
بطولات رجال البترول فى حرب أكتوبر