بناء الإنسان والإستثمار فى الموارد البشرية
بقلم د إبتسام عمر
تحظى تنمية الموارد البشرية بأهمية بالغة في الوقت الحاضر، نظرًا لكونها من أهم الموارد التي تسهم في نجاح أي مؤسسة على المدى القريب والبعيد، كما يعد موضوع تنمية الموارد البشرية أحد المداخل الرئيسية والمهمة لتحقيق قدرة المؤسسات على التنافس، ومن ثم ضمان البقاء والاستمرارية، وكذلك المساهمة في تحقيق أهداف المؤسسات؛ لأنها العنصر الأهم والأكثر تأثيرًا في باقي الموارد التي تمتلكها المؤسسات، حيث أشار تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة (UNDP) سنة (۱۹۹۰م) إلى أن التنمية البشرية هي توسيع خيارات الناس ورفع قدراتهم عن طريق تكوين رأس المال الاجتماعي، وزيادة فرصهم في التعليم والرعاية الصحية والدخل والعمل، على أن تتم تلبية احتياجات الجيل الحالي بأكبر قدر ممكن من المساواة والعدالة دون المساس باحتياجات الأجيال القادمة من الثروات.
وتنمية الموارد البشرية تمثل أحد المقومات الأساسية في تحريك وصقل وصيانة وتنمية القدرات والكفاءات البشرية، في جوانبها العلمية والعملية والفنية والسلوكية بإستخدام التعلم الرسمي، مثل أنشطة التعلم القائمة على الفصول الدراسية والمحاكاة التي تعزز التعلم غير الرسمي فضلاً عن التعلم غير الرسمي، مثل التعلم القائم على التجربة والوظيفة , ومن ثم فهي وسيلة تعليمية تمد الإنسان بمعارف أو معلومات أو نظريات، أو مبادئ أو قيم أو فلسفات، تزيد من طاقته على العمل والإنتاج.
وهي أيضا تُعد وسيلة تدريبية بناء على الطرق العلمية الحديثة والأساليب الفنية المتطورة والمسالك المتباينة في الأداء الأمثل في العمل والإنتاج, وهي كذلك وسيلة فنية تمنح الإنسان خبرات إضافية ومهارات ذاتية تعيد صقل قدراته ومهاراته العقلية أو اليدوية وهي أخر وسيلة سلوكية، تعيد تشكيل سلوكه وتصرفاته المادية والأدبية، وتمنحه الفرصة لإعادة النظر في مسلكه في العمل وتصرفاته في الوظيفة، وعلاقته مع زملائه ورؤسائه ومرؤوسيه فالتنمية التعليمية في سنغافورة تقبع خلف التنمية الاقتصادية فقد بدأت سنغافورة الاستثمار في رأس المال البشري من مستوى منخفض بدول أخرى مشابهه في مجال التنمية الاقتصادية مثل هونج كونج.
وبالتالى يمكن القول بأن الموارد البشرية فى المؤسسة التعليمية تشمل جميع البشر أو الأفراد المنتمين للمؤسسة ، سواء كانوا رؤساء أو مرؤوسين، وهؤلاء الأفراد تعاقدت معهم المؤسسة للقيام بمهام محددة وذلك نظير أجر محدد، وقد تعددت تسميات الإدارات المختصة بالعنصر البشري فمنها على سبيل المثال: إدارة شئون الأفراد ، العلاقات العمالية، إدارة الموظفين، ويعد أكثرها إنتشاراً ورواجًا مصطلح “إدارة الموارد البشرية” والتي تعني ذلك الجزء من الإدارة المعني بالعاملين وبعلاقتهم بالمؤسسة، ويهدف إلى رفع كفاءة العاملين وتحقيق العدالة فيما بينهم .
فهى تهتم بتخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة الأنشطة المرتبطة باختيار وتعيين وتدريب، وتنمية ومكافأة ورعاية الأفراد والحفاظ عليهم بُغية تحقيق الأهداف التنظيمية”.
بناء الإنسان والإستثمار فى الموارد البشرية