تجربه الوعى
✍️ احمد صالح
المؤلم أن بعض ممن تسلقوا جبال الذات الوعرة بدافع الوجع، باتوا يظنون أن الوجود لا يمنحهم اعترافًا إلا من خلال إنجازاتهم. وربما، حين يلامسون قمة النجاح، يُصدمون بأن الشعور بالوجع لا يزال جاثمًا، وأن النجاح لم يطفىء أوجاعهم، لأنهم لم يتصالحوا يومًا مع فكرة أنهم كافون بذواتهم، وليس بما يصنعونه..
إننا لا نلجأ للإنجاز لنباهي به من أساؤوا إلينا، ولا لنبعث برسالة مُضمَرة إلى أولئك الذين جهلوا قدرنا يومًا، فنقول لهم «انظروا، لقد أصبحنا خيرًا مما كنتم تظنون»، أو «لقد أصبحنا أفضل بدونكم»..
كلا، فما هذا سبيلنا، ولا تلك كانت غايتنا منذ البداية، لقد كرمنا الله سواء حققنا إنجازات أو لا، ولنا قيمة بالإنجاز أو بدونه، فقيمتنا ليست شيئًا نكسبه، بل هو شىء كامن فينا، ندركه فنرعاه ونقدره ونتصرف بمقتضاه، وإنما ننجح لأننا على يقين عميق بقيمتنا، واستحقاقنا في الشفاء والنمو والتطور والتعافي، وليس لأننا في حاجة إلى شهادة من أحد!
تجربه الوعى


