الرئيسيةأخبار العالمتحذيرات من انهيار اتفاق غزة مع استمرار الخلاف حول تسليم رفات الأسرى
أخبار العالم

تحذيرات من انهيار اتفاق غزة مع استمرار الخلاف حول تسليم رفات الأسرى

تحذيرات من انهيار اتفاق غزة مع استمرار الخلاف حول تسليم رفات الأسرى

عبده الشربيني حمام

تسود حالة من الاستياء المتزايد في العاصمتين المصرية والقطرية بسبب ما تعتبرانه “بطئاً غير مبرر” في تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، في وقتٍ تتصاعد فيه الضغوط الأميركية على حماس للإيفاء بالتزاماتها وفق الجدول المتفق عليه.
وشنّت القوات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية سلسلة ضربات جوية على قطاع غزة، تحت ذريعة الرد على “حماس” بسبب تأخر تسليم رفات الأسرى الإسرائيليين، وذلك بعد مقتل ضابط إسرائيلي داخل القطاع.
وبموجب الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة ومصر وقطر، كان من المقرر أن تشمل المرحلة الأولى تسليم رفات 28 شخصاً يُعتقد أنهم قُتلوا خلال الهجوم أو توفوا في الأسر، من بينهم جندي إسرائيلي مفقود منذ عام 2014.
إلا أن حماس سلّمت حتى الآن رفات 17 منهم فقط، مؤكدة أن البحث عن البقية يواجه عراقيل كبيرة بسبب الدمار الواسع ونقص المعدات اللازمة في القطاع.
من جانبها، نقلت القناة الإسرائيلية 12 عن مسؤول في تل أبيب قوله إن إسرائيل “لا تصدّق ادعاء حماس بعدم قدرتها على العثور على الرفات”، مشدداً على أن “هناك عدداً من الرهائن يمكنها إعادته فوراً”.
وفي الوقت نفسه، أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن بلاده ستستأنف القتال إذا لم تُنفذ حماس التزاماتها، محذراً من أن “التباطؤ في إعادة الجثامين مسألة بالغة الخطورة”.
وفي واشنطن، نقلت مصادر أميركية أن الإدارة الأميركية كثّفت اتصالاتها مع الوسطاء للضغط على حماس من أجل استكمال المرحلة الأولى التي تشمل تسليم الرفات والمحتجزين، معتبرة أن “الالتزام بهذه المرحلة شرط أساسي للانتقال إلى الملفات الإنسانية والاقتصادية اللاحقة”.
ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول في البيت الأبيض أن الحركة “تُخاطر بنسف العملية بأكملها وتُعرّض جهود الوسطاء للإحراج أمام واشنطن”، مشيراً إلى أن الدوحة والقاهرة نقلتا إلى قيادة الحركة تحذيرات أميركية واضحة من تصعيد محتمل إذا استمر الجمود الحالي.
وأضاف المصدر أن الوسطاء أبدوا استعدادهم لدعم أي خطوات ميدانية تُسهم في تسريع تنفيذ الاتفاق، وضمان إنهاء الحرب وتهيئة الظروف لإعادة الإعمار، مؤكداً أن “الوقت ينفد، وأن استمرار التأخير قد يؤدي إلى انهيار المسار الدبلوماسي بأكمله”.
وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تشهد فيه الجهود الدبلوماسية مرحلة حساسة من التفاوض، وسط تراجع الثقة بين الأطراف، وخشية الوسطاء من أن يؤدي استمرار التعثر إلى انهيار الاتفاق وعودة التصعيد العسكري إلى الواجهة من جديد.
وأسفرت الحرب في غزة، عن حصيلة إنسانية واقتصادية غير مسبوقة، إذ قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، غالبيتهم من المدنيين، فيما دُمّرت مساحات واسعة من القطاع بما في ذلك المستشفيات والمدارس والبنى التحتية الحيوية.
وتشير تقديرات دولية إلى أن إجمالي الخسائر المادية تجاوز 20 مليار دولار، ما يجعل إعادة إعمار القطاع مهمة معقدة وطويلة الأمد تتجاوز الإمكانات المحلية والإقليمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *