تسقط قطر بهدف قاتل

تسقط قطر بهدف قاتل

كتب:اسلام منصور

شهد استاد البيت في مدينة الخور القطرية مواجهة افتتاحية مثيرة وحافلة بالندية ضمن منافسات المجموعة الأولى

لبطولة كأس العرب 2025، حيث تمكن منتخب فلسطين من تحقيق فوز ثمين ومفاجئ على نظيره منتخب قطر،

صاحب الأرض والجمهور، بهدف نظيف وقاتل في اللحظات الأخيرة من اللقاء. هذه النتيجة لم تكن مجرد ثلاث نقاط،

وإنما كانت رسالة واضحة من “الفدائي” الفلسطيني على عزمه تقديم أداء مشرف وتاريخي في البطولة.

انطلقت المباراة بحذر شديد من كلا المنتخبين، فمن ناحية، حاول المنتخب القطري، بطل آسيا والباحث عن لقبه الأول في كأس العرب،

فرض سيطرته على وسط الملعب واعتماد الكرات البينية السريعة، مستغلا سرعة لاعبيه مثل أكرم عفيف.

على النقيض تماما، اعتمد المنتخب الفلسطيني على تنظيم دفاعي محكم وخطوط متقاربة،

بقيادة حارس المرمى المتألق رامي حمادة، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة لاستغلال أي تقدم قطري.

بالتالي، غابت الفرص الخطيرة نسبيا عن المرميين في الشوط الأول، وبالفعل انتهى بنتيجة التعادل السلبي،

مما عكس الصعوبة التكتيكية للمواجهة.

مع بداية الشوط الثاني، كثف “العنابي” القطري من ضغطه الهجومي، وتبعا لذلك،

سنحت له عدة فرص كان أبرزها مطالبة بضربة جزاء عاد فيها الحكم لتقنية الفيديو (VAR)،

لكنه أمر باستمرار اللعب. رغم ذلك، ظل الدفاع الفلسطيني صامداً ومتماسكا، وفي المقابل،

بدأ منتخب فلسطين يتحسن هجوميا مع اقتراب نهاية المباراة، وأهدر عدة فرص خطيرة من بينها تسديدة قوية.

لم يكد الجمهور يتهيأ لانتهاء المباراة بالتعادل، حيث جاءت اللحظة الحاسمة في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع (90+5).

بناء على ذلك، وخلال محاولة لصد كرة عرضية خطيرة، سجل لاعب قطر سلطان البريك هدفا بالخطأ في مرماه،

ليمنح “الفدائي” هدف الفوز القاتل في توقيت دراماتيكي.

هذا الفوز التاريخي لمنتخب فلسطين (1-0) لم يمنحهم أول ثلاث نقاط في البطولة وحسب،

بل رفع معنويات الفريق بشكل هائل قبل مواجهاته القادمة في مجموعة صعبة تضم أيضا تونس وسوريا.

علاوة على ذلك، أثبت “الفدائي” أن الإصرار والروح القتالية يمكن أن يتفوقا على الفوارق الفنية والظروف الاستثنائية.

في حين أن الخسارة على أرضه، وبهدف ذاتي وفي اللحظات الأخيرة، تعد بداية مخيبة للآمال لمنتخب قطر،

الذي بات مطالبا بتدارك الموقف سريعا في الجولتين القادمتين للحفاظ على آماله في التأهل.

بالإضافة إلى ذلك، أكدت المباراة أن كأس العرب ستبقى دائماً مسرحاً للندية والمفاجآت،

وأن المنتخبات التي تتمتع بالصلابة التكتيكية والروح القتالية قادرة على تحقيق الإنجازات،

وفي الختام، ترك هذا الافتتاح بصمة لا تنسى في تاريخ البطولة.