تكليف الحبيب المصطفى
إطلالة
بمناسبة المولد النبوي
بقلم
عبادى عبدالباقى قناوى
الجزء الخامس
وُلدَ الحبيبُ فأشرقت شمسُ الهدى
هِـبـةُ السَّماءِ لـنـا وجـــلَّ عــطـــــاءُ
بـدرٌ أضـاءَ الـمشرقـيـن بـنـوره
وتعطَّــرت لـقــدومـه الأجــواءُ
ربّــاهُ بارِئُــه فكان لــنـا هـدًى
بهرَ النُّجــومَ جبـيـنـهُ الــوضّـاءُ
هو أُسوةٌ في كلِّ ما قد قـالـه
بــه يـقتدي وبـفـعــله النُّجبـاءُ
صلّـوا عليه كـمـا يصلّي ربُّـنــا
إن الصَّلاةَ على الحبيب دواءُ …
منقول
أولا :-
قصة نزول الوحي :-
كان النبي قبل ظهور الإسلام اعتاد أن يتعبد في غار في الجبل يسمى 👈غار حراء👉
كان يذهب إليه ويقضي ليالٍ عديدة قد تصل إلى شهر،
وفي ذات الليالي جاءه
جبريل عليه السلام
بأمر من الله عزو وجل في هيئة رجل وقال له :-
“اقرأ”
ففزع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وقال:-
“ما أنا بقارئ”
كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه أمي لا يعرف القراءة والكتابة، حينها ضمه جبريل عليه السلام ضمة شديدة،
يقول سيدنا محمد:-
“فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد،
ثم قال:-
اقرأ، قلت ما أنا بقارئٍ،
فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد،
ثم أرسلني فقال:-
اقرأ،
فقلت ما أنا بقارئٍ،
فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ الجهد ،
ثم أرسلني فقال:-
اقرأ،
ضمه وأرسله جبريل عليه السلام عدة مرات؛
ليجعله يتأكد أنه لا يحلم وأن هذا حقيقي، وأن ما سيتلى عليه الآن يحتاج إلى وعي وتركيز،
ثم قال له جبريل عليه السلام:-
” اقرأ باسمِ ربِّك الّذي خَلَق * خَلَقَ الإنسانَ مِنْ عَلَقٍ * اقرأْ ورَبُّكَ الأَكْرمُ * الّذي علَّمَ بالقَلَم * علّمَ الإنْسَانَ ما لمْ يعْلَمْ” صدق الله العظيم.
قرأ جبريل عليه السلام هذه الآيات على سيدنا محمد،
وتركه وكان في كل مرة يطلب منه أن يقرأ يضمه بقوة،
يقول صلى الله عليه وسلم
“لقد خشيتُ على نفسي”
خاف سيدنا محمد خوفا عظيما، وأخذ يجري تاركا اعتكافه في الغار إلى بيته وزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها،
فهدأته و طمأنته وجعلها الله
سندا له في خوفه،
ثم ذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل،
كان ورقة بن نوفل على علم بالأديان وكان نصرانيا في عصر الجاهلية، وكان يقرأ في الإنجيل و التوراة ويعلم بأنه سيخرج نبي في آخر الزمان،
فعندما شرح النبي محمد والسيدة خديجة ما حدث له،
قال لهما:-
“هذا الناموس الذي نزله الله على موسى”
وعلم أنه جبريل عليه السلام، وأنه لا ينزل إلا على الأنبياء .
ثانيا:-
بداية التكليف:-
اطمأن قلب الرسول الكريم وبدأ يذهب إلى الغار للعبادة مرة أخرى أملا منه في أن يرى الملك جبريل عليه السلام مرة أخرى،
ولكنه لم يره لمدة طويلة قاربت الأربعين ليلة،
حتي رآه الرسول عليه الصلاة والسلام
مرة أخرى فعاد إلى خديجة رضي الله عنهاقائلا:-
“زملوني زملوني، دثروني”
فأنزل اللهُ تعالى قوله:-
“يأيّها المدثّر * قُمْ فَأنْذِر * ورَبَّك فَكبِّر * وَثِيابَكَ فطهّر * والرُّجْزَ فاهْجُر” سورة المدّثر.
بنزول هذه الآيات بدأت رحلة النبي محمد في دعوته لدين الإسلام وعبادة الله الواحد الأحد، وترك عبادة غيره، وقضى فيها حياته كاملة يعيش من أجل نشر دين الإسلام في كافة بقاع الأرض.
وللحديث بقية إن شاء لله سبحانه وتعالى.
لما رَأَيْتُ أنواره سطعت وضعت من خيفتي كفي على بصري خوفاً على بصري من حسن صورته فلست أنظره إلا على قدري روح من النور في جسم من القمر كحلية نسجت من الأنجم الزهر؟حسان بن ثابت
والله المستعان