حب الوطن من الإيمان
بقلم: عبادي عبدالباقي
الإنسان بلا وطن إنسان بلا هوية ولا ماضي أو مستقبل.
أولا :-
مفهوم الوطن :-
هو المكان الجغرافي الذي ينتمي إليه الفرد ويعيش فيه ، و هو مجموعة القوميات و الأمم المتنوعة
ويشعر بالارتباط العاطفي والثقافي والاجتماعي به .
يعتبر الوطن رمزاً للهوية والانتماء ، حيث يشمل الأرض والشعب والتاريخ والتقاليد والقيم المشتركة .
و هو مصدر للأمان والأمن .
قال لي شيخي يا ولدي :-
الوطن ليس مسقط الرأس فقط بل هو المكان الذي نشأت فيه وترعرعت ارتبط مصيرك به وأصبح لك فيه أهل وأصدقاء ومنافع مادية ومعنوية .
ياولد :-
الوطن هو أغلى ما يعتز به الإنسان، لأنه مهد صباه و مدرج خطاه و مرتع طفولته ومأوى كهولته ومنبع ذكرياته و نبراس حياته، وموطن أبائه وأجداده وملاذ أبنائه وأحفاده.
ثانيا :-
أهمية الوطن :-
الوطن هو الأسرة الكبيرة المتماسكة بأبنائها والتي ننعم بدفئها وهو المأوى والمكان الذي نلجأ إليه ونشعر فيه بالأمن والأمان والسكينة والحرية والطمأنينة وهو النواة التي يعم من خلالها الخير والعطاء على أبنائه دون استثناء أو تمييز .
قال لي شيخي يا ولدي :-
فضل الوطن يتمثل في توفير الأمان والاستقرار، و الحضن الدافئ الذي يلم الجراح ويحفظ الذكريات .
يقدم الوطن الفرص المتكافئة للنمو والتطور في التعليم والعمل والعلاج ، ويوفر الحماية والرعاية في الداخل والخارج عبر سفاراته .
قال لي شيخي يا ولدي :-
الوطن يغرس فينا الإنتماء والفخر ، مما يجعلنا نسعى لازدهاره و ندافع عنه .
ثالثا :-
الوطن في الإسلام :-
يرسخه في النفوس ، ويجعل منه خلقاً راقياً وسلوكاً عمليا نابعاً من الإيمان .
الوطن ليس مجرد تراب ، بل هو ميدان للإعمار ، ومجال للشهادة ، و وعاء للهوية.
قال لي شيخي يا ولدي :-
الوطن في الإسلام
يتجاوز مفهوم مسقط الرأس ليشمل المكان الذي ينشأ فيه الإنسان ويشعر فيه بالأمان والانتماء ، و يتجسد فيه الشعور بالمسؤولية تجاهه والدفاع عنه عبر مشاعر الوطنية .
قال تعالى :-
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (البقرة: ١٢٦)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة :- ما أطيبك من بلد ، وأحبك إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَك. رواه الترمذي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-
“اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللَّهُمَّ وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ”. رواه مسلم والبخاري .
رابعا :-
واجبنا تجاه الوطن يتمثل في الالتزام بالقوانين ، الحفاظ على البيئة والمرافق العامة ، المشاركة في التنمية المجتمعية ، ونشر الوعي الوطني الإيجابي .
قال لي شيخي يا ولدي :-
المساهمة بشكل إيجابي في رفعة الوطن ، باستخدام كل الطرق والوسائل المتاحة .
بينما في الحرب يكون الواجب هو الدفاع عن سيادته، حماية حدوده، التضحية من أجله ، وتعزيز الروح المعنوية للمواطنين ، كل ذلك من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والتقدم له.
خامسا :-
الوطن هو الأصل والهوية و الانتماء ، وهو مهد الذكريات ومعقد الأحلام .
إنه مكان العطاء والأمان والاستقرار ، وهو أغلى من أي شيء آخر في حياة الإنسان . حب الوطن قوة وشعور بالانتماء لا يقدر بثمن ، وهو أساس بناء الأمة ورفع شأنها.
هذا مبلغ علمي والله أعلى وأعلم
حب الوطن من الإيمان
