حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم
حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 14 ديسمبر 2024
حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم
الحمد لله القائل في كتابه “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما” والصلاة والسلام على رسوله القائل ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ” ثم أما بعد، يقول الله عز وجل ” لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم” ومما يظهر لنا علو همة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم وعزمه الصادق في جهاد الأعداء التحريض على الأمر بالقتال فقال تعالي ” يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ” ويقول الإمام السعدي في تفسير هذه الآية أي حثهم وأنهضهم إليه بكل ما يقوي عزائمهم وينشط هممهم، من الترغيب في الجهاد ومقارعة الأعداء.
والترهيب من ضد ذلك، وذكر فضائل الشجاعة والصبر، وما يترتب على ذلك من خير في الدنيا والآخرة، وذكر مضار الجبن، وأنه من الأخلاق الرذيلة المنقصة للدين والمروءة، وأن الشجاعة بالمؤمنين أولى من غيرهم، وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه ” ما كان أحد أحب إليّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه” رواه مسلم، وقد تعددت الأساليب والطرق قديما وحديثا في العناية بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته وتقديمها للأمة واضحة جلية، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قبيلة قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل عليه السلام.
ابن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، فهو خير أهل الأرض نسبا على الإطلاق، فقومه أشرف قوم، وقبيلته أشرف قبيلة، وفخذه أشرف الأفخاذ، وقد كان أعداؤه يشهدون له بعلوّ نسبه فيهم، ومن أسمائه الثابتة في أحاديث صحيحة هو محمد و أحمد وعبد الله وخاتم النبيين ونبي الملاحم والعاقب والحاشر والماحي صلي الله عليه وسلم، وقد ذكر النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في القرآن باسمه محمد في أربعة مواضع، في سورة آل عمران، والأحزاب، وسورة محمد، وسورة الفتح، وأما أحمد فجاءت حكاية عن نبي الله عيسى عليه السلام في سورة الصف، وكنيته صلي الله عليه وسلم أبو القاسم، وولد يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول في مكة، فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سئل عن صوم يوم الإثنين، فقال ذاك يوم ولدت فيه” رواه مسلم، وقال الإمام ابن القيم لا خلاف أنه ولد صلى الله عليه وسلم بجوف مكة، وأن مولده كان عام الفيل، ووالد النبي صلى الله عليه وسلم هو عبد الله وهو المسمى بالذبيح وقد توفي ورسول الله صلى الله عليه وسلم جنين في بطن أمه، ووالدة النبي صلى الله عليه وسلم هي السيدة آمنة بنت وهب القرشية وقد توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم له من العمر ست سنوات، ونشأ النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم يتيما فكفله جده عبد المطلب، ثم كفله عمه أبو طالب، وطهره الله عز وجل من دنس الجاهلية فلم يعظم صنما في عمره قط ولم يحضر مشهدا من مشاهد كفرهم وكانوا يطلبونه لذلك فيمتنع ويعصمه الله تعالى من ذلك، وهذا من لطف الله به أن برأه من كل عيب ومنحه كل خلق جميل.