حوار مع الكاتبة السورية الشابة " شهد عنداني "
حوار مع الكاتبة السورية الشابة " شهد عنداني "
حوار مع الكاتبة السورية الشابة ” شهد عنداني ”
حاورها بلال كسواني
حوار مع الكاتبة السورية الشابة ” شهد عنداني ”
أخبرينا عن البدايات و عن الذين قدموا لكِ الدعم ، وما هو طموحك المستقبلي ككاتبة ؟
بدأت الكتابة بعمر 21 عاماً ، بدأت حينها بكتابة القصص ثم انضممتُ إلى رابطة أدباء شباب سورية وقمتُ بتنمية موهبتي هناك ، أكبر الداعمين لي كان ومازال الأستاذ قصي الطُبل لطالما آمن بموهبتي .
ما جذبني إلى الكتابة مُنذُ الصِغر وفاة خالتي ، حيث أثرت وفاتها فيَّ كثيراً ، فكتبت قصتها
ثم وجدت نفسي أفرِّغُ عن طريق الكتابة ما بداخلي ، مما يكان يُثقلني ولا أعرف إلى التخفف منه وتفريغه سبيلاً ، فجاءت الكتابة لتُريحني .
أما بالنسبة لطموحي ، أطمح لأن أصبح كاتبة روائية .
لماذا برأيك القراءة والكتابة تُريح النفس ، لماذا مثلاً لا يستخدم الفرد شيئاً آخر كالقوّة مثلاً لتجاوز الأحداث أو ظلم الأشخاص ؟
لأن الانفتاح العقلي وقوة العقل أهم من قوّة الجسد ، إن الكتابة بالنسبة لي هي المفتاح الوحيد للمكان السرّي الذي في داخلي ، كل ما هو محظورٌ عليَّ قوله أكتبه بطريقةٍ أو بأخرى .
ما الكتب التي قرأتيها وأثرت فيك ؟
قرأت ” في قلبي أنثى عبرية ” ، ” فوضى الحواس ” هذان أكثر كتابان أثّرا فيَّ وأحببتهما .
هناك كُتاب يجدون صعوبة في اختيار العناوين ، كيف تختارين عناوين نصوصك ؟
أختار العناوين عبر حدث معين أو كلمة أو عبارة أثرت فيَّ .
هل تحبين الكتابة من الواقع ، أم تحبين التحليق في خيالك ؟
أحبُّ الكتابة من الواقع كثيراً ، هناك أشياء في واقعنا تحركنا من الداخل دونها لا يستطيع الكاتب أن يكتب .
سأعطي مثالاً عن كتابتي من واقعة حدثت :
ذات مرّة استفحلت ظاهرة الابتزاز الالكتروني وقد شهدت وقائعاً عبر فيس بوك عن ذلك كما قرأت عن ذلك ، فتياتٍ بعمرٍ صغير حدثت لهنَّ أشياء قاسية ومؤلمة تسببت لبعضهنَّ بألمٍ نفسيٍّ عظيم قادهنَّ إلى الانتحار فكتبت عن هذا وشاركت بنصِّيَ ذاك في المركز الثقافي ولقي استحساناً .
برأيكِ كيف يُقيِّمُ الكاتب الشاب تجربته في الكتابة ؟
بعضهم يُقيِّمُها من خلال عدد الاعجابات حين نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، بينما باعتقادي يجب أن يعتمد الكاتب الشاب أولاً على رأي النُقّاد وأن يسعى لتطوير كتاباته و رؤيته و تصويب أخطائه ، وأنا عن نفسي أفعل هذا .
لماذا لا يكتب الكتاب الشباب عن الحرب ومجرياتها بقدر ما يكتبون عن الحُب والغرام ؟
لقد نشأوا في أجواء مخيفة ، لذلك يرونه خطأً التحدث عن تلك المسائل لأن من شأن ذلك إشعارهم بالخوف الذي نشأوا يحاولون تفاديه والتخلّص منه. أنا من جهتي أشجع الكتاب الشباب على التنوّع في الموضوعات والقضايا التي يكتبون حولها ، لأنَّ التنوع يفتح آفاقاً جديدة واسعة في خيالهم ، ويصبح لديهم خيارات أوسع . ربما يجد الكاتب الشاب أسلوباً أدبيّاً جديداً كلَّ حين يتبعه ويُبدع فيه إن هو نوَّع في قراءاته وكتاباته .
مما كتبته شهد عنداني :
“عَبقُ رَجُل”
فيكَ الكّلامُ ليسَ يُقال، والحُسنُ فيكَ رِمحٌ ووِصال، فإنّي لم أكُن يوماً ضعيفةً بوجهِ رَجُلٍ أو بقربِ الجمال، لم تَكن أنتَ مألوفاً لي يوماً، ولم تَكن مثلي مسافراً في كونٍ يعشقُ المُحال،
لذلك..
سأكَتُبُ عنكَ فوقَ حباتِ التُّراب، فوق الرّصيف وخلفَ الخيال…
يارَجُلاً أهداني أضواءً ليّلَكيّة، وكوكبًا مشتعلاً يُنيرُ سمَواتي الأزليّة،
ياوطنًا أتمنّى أنّ يكون غيرَ مرئيٍّ، مِثلَ عصفورٍ خفيٍّ، لأنّي رُغم تضاريسي القويّة، ضعيفةٌ أمام عينيكَ اللؤلؤيّة،
يارَجُلاً يحملُ عبقًا رماديًّا، مذ جئتَ إليّ وقلتَ كلامًا زُمرديًّا، لم يكن منيّ سوى أنّ أتفنّن بكبريائي وأقولُ كلامًا للحُبِّ عصيًّا ، وأرفضُ ماجئتني به كُليًّا، فوجعِ الحُبِّ لامرأةٍ قويّةً أكبرُ بكثيرٍ مِن قلبٍ كُلّ يومٍ يهوى فتاةً زُمرديّة، صحيحٌ بأنّي خُلقتُ مِن رحمِ الحياة الورديّة، ولكني أكتسبتُ صفاتي مِن حِمَمٍ جهنميّة، وأحببتُكَ سرًّا رغمًا عني، وسأظلُ أُحبّكَ حتّى توافيني المنيّة.