خاطر إيمانى للواء رضا يعقوب عن قصة نبى الله أيوب عليه السلام
خاطر إيمانى للواء رضا يعقوب عن قصة نبى الله أيوب عليه السلام
كتب /أيمن بحر
وما هو الإبتلاء والمرض الذى أصابه ولماذا لم يدعو ربه بالشفاء وكيف جزاه الله؟
أنبياء الله سبحانه وتعالى بعثوا لهداية البشر وقدوة وأسوة حسنة ويسترشد بهم البشر للهداية، والآن مع قمة الصبر نبى الله أيوب عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام.
أيوب عليه السلام من سلالة الليث بن إسحاق من ذرية إبراهيم عليه السلام وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ” 84 الأنعام. قيل: هو أيوب بن موص بن رازخ بن روم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام. وقال غيره: هو أيوب بن موص بن رغويل بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم.
أَيُّوْب عليه السلام: هو الشخصية الرئيسية فى سفر أيوب فى الكتاب العبرى ويعتبره الكتاب العبرى نبياً، وقد ورد ذكره فى القرآن. وهو أيضاً دائماً ما يضرب به العرب المثل فى الصبر فيقولون: «يا صبر أيوب» لما حصل له من الإبتلاء. يُعتبر أيوب أحد أنبياء الأديان الإبراهيمية: اليهودية، والمسيحية والإسلام.
وفى الحديث الشريف رواه مسلم والبخارى: أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان فى دينه صلباً إشتد به بلاؤه، وإن كان فى دينه رقة إبتلى على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشى على الأرض وما عليه خطيئة. أخرجه الإمام أحمد وغيره، وصححه الألبانى.
منج نبى الله أيوب عليه السلام نعم كثيرة، كان كثير المال والضياع والمزارع والخيرات وزوجة تدعى صالحة والأولاد وقيل أن له من الولد أربعة عشر ولداً وبنتاً وكانوا يسكنون بأرض بثينة من أرض حوران.
إختبر نبى الله أيوب عليه السلام بدأ بمرض دب فى جسمه، حتى أقعده على الفراش، ولم يبقى منه عضو سليم سوى لساناً ذاكراً لله سبحانه وتعالى وقلب نابض بحب خالقه، وكان صابراً محتسباً، ذاكراً ومسبحاً لله سبحانه وتعالى ليلاً ونهاراً.
كان أيوب عليه السلام كل فترة يفقد أحد أبنائه فيحتسب ويصبر، حتى إنتقلوا لله سبحانه وتعالى جميعهم، وفقد بعد ذلك جميع أمواله، وطال مرضه.
أخرجه أهل المدينة من بلده خوفاً من العدوى والقوه خارجها، وتركه جميع الأهل والأقارب، ولم يبق له أحد سوى زوجته، فكانت تخدمه وتعينه على قضاء حاجته، وبلغ بها الأمر أن تخدم الناس بالأجرة لتحضر له الطعام والشراب، وزادهمها، وصبر على ذلك ذلك حمداً وشكراً لله. حديث صحيح إنَّ أيوب نبى الله لبث به بلاؤه خمسة عشر سنة، فرفضه القريب والبعيد، الا رجلين من إخوانه، كانا من أخصِّ إخوانه، قد كانا يغدوان إليه، ويروحان. فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم: نعلم والله، لقد أذنبَ أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين. فلمَّا راحا الى أيُّوبَ لم يصبِرِ الرَّجلُ حتَّى ذكر ذلك له ، فقال أيُّوبُ : لا أدرى ما تقولان غير أنَّ اللهَ تعالَى يعلمُ أنِّى كنتُ أمرُّ بالرَّجلَيْن يتنازعان، فيذكران اللهَ فأرجِعُ الى بيتى فأُكفِّرُ عنهما كراهيةَ أن يُذكَرَ اللهُ الَّا فى حقٍّ.
وطلبت وزجته أن يتوجه الى ربه بالدعاء بالشفاء والصحة فرد عليه السلام قائلاً ” قد عشت سبعين سنة منعم فليس قليلاً أن أصبر لله سبحانه وتعالى سبعين ستة أخرى.
تخوف الناس من زوجة أيوب عليه السلام أن تنقل لهم مرضه فطردوها من بيوتهم ومنعوها من العمل، وفقدت وسيلة التعيش لشراء الطعام لزوجها، فقامت بقص ضفيرة من شعرها وباعتها لإحدى السيدات، وإستبدلتها بطعام لها ولزوجها، فقال لها نبى الله ” من أين لك هذا؟ وأنكره، وفى اليوم التالى لم تجد مالاً فباعت الضفيرة الثانية وإستبدلتها بطعام ولكنه أنكره أيضاً، وأقسم ان لا يأكله حتى تخبره بمصدر المال، فكشفت خمارها وحين ذلك توجه الى ربه بالدعاء ” وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ) 83 ،84 الأنبياء.
وكانت زوجة أيوب تعينه على قضاء حاجته، وذات يوم أبطأت عليه زوجته فإزداد همه وضاق صدره حيث تركه الأحباب والأصحاب، على إثر ذلك بدأت ساعة الفرج فأوحى الله سبحانه وتعالى لأيوب عليه السلام ” ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ” 42 ص ، فضرب برجليه الأرض ونبع الماء البارد من تحت قدمه، وإغتسل وشرب من الماء وزال عنه المرض تماماً، ورفع الله سبحانه وتعالى كل ما به من الأمراض، وعادت له صحته وعافته، وأعاد الله له شبابه وجماله وقوته، وقام يتحرك، وقيل والله أعلم البس حلة من الجنة.
عادت زوجة أيوب عليه السلام، ولم تعرفه وقالت ” بارك الله فيك، هل رأيت نبى الله المبتلى، ووالله ما رأيت رجلاً أشبه به منك حين كان فى صحته” فقال ” ولعل أنا أيوب” قالت ” أتسخر منى ياعبدالله” فقال ” أنا أيوب قد رد الله على جسدى” وتوجه لربه بالدعاء ورجعت زوجته لشبابها وجمالها وعافيتها قيل والله أعلم ولدت له ستة وعشرون ولداً ” وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ” 83 ،84 الأنبياء.
رجعت أموال وثروة أيوب عليه السلام، وتساقط عليه الذهب من السماء، عن أبى هريرة -رضى الله عنه- عن النبى -صلى الله عليه وسلم-: “بينا أيوبُ -عليه السلام- يَغتَسلُ عُرياناً، فَخَرَّ عليه جَرَادٌ من ذَهَبٍ، فجعلَ أيوبُ يَحْثِى فى ثوبِهِ، فنَاداه ربُّه -عز وجل-: يا أيوبُ، الَمْ أكنْ أغْنَيتك عما تَرى؟!، قال: بلى وعزتِك، ولكن لا غِنى بى عن بركتِكَ”
كان أيوب عليه السلام قد نذر حين كان مريضاً إذا شفاه الله عز وجل أن يضرب زوجته مائه عصا لبيعها ضفائرها، وعند وقت الوفاء بالنذر جاء الوحى” وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ” 33 ص. فقد أمره الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيده ملء الكف من الحشيش وورق الشجر مما يشتمل على مائة من أعواد الصغار ويلقيها على زوجته، ويبر بذلك قسمه.
وقيل والله أعلم أن أيوب عليه السلام توفى عن عمر ثلاثة وتسعين سنة، وأن الله سبحانه وتعالى يحتج بنبيه سليمان عليه السلام على الأغنياء، وبيوسف عليه السلام على الأرقاء، وبأيوب عليه السلام على أهل البلاء.
صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.