الرئيسيةأخبار العالمخبير زراعي يكشف: التوقيت الذهبي والتقنيات الحديثة لزراعة الزيتون
أخبار العالممحافظاتمحليات

خبير زراعي يكشف: التوقيت الذهبي والتقنيات الحديثة لزراعة الزيتون

خبير زراعي يكشف: التوقيت الذهبي والتقنيات الحديثة لزراعة الزيتون

إسلام موسى

أكد الدكتور طارق خلف البلك، رئيس قسم الزيتون وفاكهة المناطق شبه الجافة بمعهد بحوث البساتين، بمركز البحوث الزراعية، أن أفضل موعد لزراعة شتلات الزيتون في الأراضي الصحراوية الجديدة هو فصل الربيع، يليه فصل الخريف، وذلك بناءً على دراسات وتجارب ميدانية تؤكد أن التربة الصحراوية تتفاعل بشكل أفضل مع الظروف المناخية المعتدلة التي تميز فصل الربيع، مما يساعد على نمو الجذور واستقرار النباتات بصورة أسرع وأكثر فاعلية.

أصناف الزيتون: مائدة وزيت.. وأخرى ثنائية الغرض

أوضح الدكتور طارق البلك أن أصناف الزيتون تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

أصناف مائدة: مثل التفاحي والعجيزي، وتُستخدم للتخليل.

أصناف زيتية: مثل الكروناكي، الكوراتينا، والمراقي، وتتميز بنسبة زيت تتجاوز 15%.

أصناف ثنائية الغرض: مثل البيكوال والمنزانيللو، ويمكن استخدامها لاستخلاص الزيت أو كزيتون مائدة.

ويعود الفرق الأساسي بين هذه الأصناف إلى نسبة الزيت في الثمار، حيث تستخدم الثمار التي تقل نسبة الزيت فيها عن 15% للتخليل، بينما تتوجه الثمار الأعلى في النسبة نحو الإنتاج الصناعي للزيت.

تقليم الزيتون: مفتاح الإنتاج المستدام

يُعد التقليم أحد أهم الممارسات الزراعية في زراعة الزيتون، بحسب الدكتور طارق البلك، إذ يلعب دورًا جوهريًا في تنظيم نمو الأشجار وزيادة إنتاجيتها. تنقسم عملية التقليم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

تقليم التربية: لتكوين هيكل الشجرة في المراحل الأولى من عمرها.

تقليم الإثمار: لتحقيق توازن بين النمو الخضري والإنتاج الثمري.

تقليم التجديد: لإعادة إحياء الأشجار المسنّة والمتدهورة.

التقليم السليم يقلل من ظاهرة تبادل الحمل ويُنتج ثمارًا ذات جودة عالية ويُقلل من الإصابات المرضية.

ري الزيتون: توازن دقيق بين العطش والغرق

أوضح الدكتور طارق البلك، أن أشجار الزيتون تتحمل الجفاف ودرجات الحرارة العالية، إلا أن الإنتاجية تقل تحت هذه الظروف القاسية. بينما يؤدي الإفراط في الري إلى تعفن الجذور وسوء التهوية، ما ينعكس سلبًا على النمو والمحصول.

وأشار إلى أن الري يجب أن يُضبط بدقة خلال ثلاث فترات حرجة:

1. ديسمبر – مارس: لتكوين الأزهار.

2. أبريل – مايو: لضمان عقد الثمار.

3. الصيف: لدعم نمو الثمار في ظل ارتفاع معدلات البخر.

وأوصى باستخدام الري بالتنقيط، لأنه يساهم في تقليل كمية المياه المطلوبة إلى النصف تقريبًا، وتحقيق توزيع أفضل للرطوبة، مما يعزز الإنتاج. (المصدر: الدكتور طارق البلك)

الآفات والأمراض: تهديد صامت للإنتاج

كشف الدكتور طارق البلك عن قائمة بأخطر الآفات التي تهدد أشجار الزيتون في مصر:

الحشرة الرخوة: تُغطي بالأفرازات السكرية وتُسبب نمو فطر العفن الأسود.

الحشرة القشرية: تُصيب كل أجزاء الشجرة، وتؤثر على الثمار.

الحشرة القطنية: تُعطل التلقيح وتتسبب في تساقط الأزهار.

دودة أوراق الزيتون: تُهاجم الأوراق والثمار من مارس حتى أكتوبر.

عتة الزيتون: تُصيب الأزهار والعقد.

ذبابة الزيتون: تُسبب تلفًا مباشرًا للثمار وتؤثر على جودة الزيت.

النيماتودا: تُهاجم الجذور، وتُضعف النمو الخضري.

وأوضح البلك أن المكافحة تتطلب إدارة متكاملة تشمل الري، التسميد، التقليم، الرش الوقائي، واستخدام الزيوت المعدنية والمبيدات الموصى بها.

تحسين جودة الزيت: من “الشجرة إلى المعصرة”

لضمان استخراج زيت عالي الجودة، شدد الدكتور البلك على ضرورة اتباع عدد من الإجراءات الأساسية:

1. جمع الثمار في الوقت المناسب.

2. الامتناع عن التخزين الطويل للثمار.

3. الاهتمام بظروف العصر والنظافة.

4. استخدام معدات من الستانلس ستيل فقط.

5. تخزين الزيت في عبوات تحميه من الضوء والأكسجين.

كما أشار إلى أهمية عصر الثمار مباشرة بعد الحصاد، وعدم غسل الزيت بالماء للحفاظ على مضادات الأكسدة الطبيعية.

تقلبات المناخ: خسائر في العقد والمحصول

وتابع الدكتور طارق البلك أن التقلبات المناخية، خاصة رياح الماسين خلال فترة الإزهار والعقد، تؤدي إلى تساقط الأزهار وفشل عملية التلقيح. وللحد من هذه التأثيرات، يُوصى بزراعة مصدات الرياح قبل إنشاء المزرعة بعام على الأقل، ورش مادة الكاولين بنسبة 5% خلال شهري ديسمبر ويناير لحماية الثمار وتحفيز عملية التزهير.

المعايير التصديرية: زيتون يليق بالأسواق العالمية
عند التصدير أو التصنيع، شدد الدكتور البلك على ضرورة الالتزام بـ المواصفات القياسية الدولية، ومنها:
سلامة الثمار من الإصابات والعيوب الظاهرية.
التحكم في نسبة الرطوبة والمواد الصلبة.
خلو الثمار من متبقيات المبيدات والمعادن الثقيلة.
تحديد حجم ولون الثمار حسب السوق المستهدف.
استخدام عبوات غذائية محكمة الغلق تحمل بطاقة بيانات واضحة.

ولفت إلى أن هذه المعايير ترفع من قدرة الزيتون المصري على المنافسة في الأسواق الدولية.

سلالات مصرية محسّنة: إنتاجية أعلى وجودة ممتازة

واختتم الدكتور طارق البلك حديثه بالإشارة إلى جهود معهد بحوث البساتين في تطوير سلالات جديدة من الزيتون، منها:

سلالات مائدة: جيزة 91، جيزة 92، جيزة 99، جيزة 102.
سلالات زيت: جيزة 48، جيزة 66، جيزة 138.
سلالات ثنائية الغرض: جيزة 69.

وتمتاز هذه السلالات بتحملها للظروف البيئية الصعبة وزيادة إنتاج الزيت، مما يدعم خطط الدولة في التوسع بزراعة الزيتون في الأراضي الصحراوية الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *