“خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة”
بقلم/ هنا محمود
إن الزواج نعمة عظيمة وآية من آيات الله الكريمة قال تعالى:”هو الذى جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”
و المرأة بطبيعتها هى الأنوثة و الرقة والطيبة والحنان والرومانسية هى الأم والأخت والصديقة والحبيبة والزوجة والإبنة وتسمو مكانتها وتعلو كلما حسنت أخلاقها فتصبح امرأة صالحة وزوجة صالحة وهى خير متاع الدنيا كما قال الحبيب سيدنا محمد صلوات ربى وسلامه عليه فقال:( الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة) وبالتالى ستصبح أما صالحة فهكذا تربينا ونشأنا
وقال تعالى:” وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله”
والأيم التى لا زوج لها
والمرأة إما طيبة صالحة أو خبيثة طالحة
وقد سئل أعرابي عن أحسن النساء ؟ فقال : (أفضل النساء : أصدقهن إذا قالت ، التي إذا غضبت حلمت ، وإذا ضحكت تبسمت ، وإذا صنعت شيئا أجادته ، التي تلتزم بيتها، ولا تعصي زوجها ، العزيزة في قومها ، الذليلة في نفسها ، الودود الولود وكل أمرها محمود)
** الأسس والمعايير التى يتم إختيار الزوجة الصالحة على أساسها:
* أساس الأخلاق :
قال تعالى:” الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات”
فالأخلاق هى الأصل وأساسها الطيبة قبل التدين، ونرى الآن الكثير من الزوجات الطالحات الخبيثات وذوات التدين المغشوش اللاتى يتسببن فى الكثير من المشاكل والمشاحنات مع أزواجهن وتصل للإعتداءات و أيضا بين العائلتين لأنه لا يوجد طيبة ولا أصالة ولا حسن خلق ،وأصبح المعظم ” لبئس المولى ولبئس العشير” إلا من رحم الله، وهذا بغض النظر عن المستوى الإجتماعى فقد يحدث ذلك فى الطبقات الراقية والعادية أيضا،والتميز يصبح دائما لأولاد الأصول الطيبين فقط حتى لو فقراء وبسطاء
*ونصيحتى للرجال :
لا تتزوجوا إلا الطيبة بنت الأصول من البيت الأصيل حتى لو فقراء وبسطاء، البيت الذى يكون فيه القوامة للرجل والكلمة للرجل وهو القائد وليس العكس، يوم أن تخطئ زوجتك فى حقك أو حتى أنت الذى أخطأت فى حقها وأغضبتها لن تسبك ولن ترفع صوتها ولا يدها عليك ولن تفشى سرك ولا حتى لأهلها ويوم أن تشكوها لأهلها سينصفونك أنت ويعاملونك بإحترام حتى برغم إهانتك لإبنتهم وسيرضونك ويجعلون إبنتهم تعتذر لك وتصالحك، ليعلموها أن تفكر ألف مرة قبل أن تستهين بك وتغضب لأتفه الأسباب، ويقدما لكما النصيحة الطيبة هكذا يفعل أولاد الأصول
فالصالحة الطيبة تحترمك وأهلك وتعاملهم أحسن معاملة حتى لو أساؤوا إليها، ولا تذهب لبيت أهلها دون علمك حتى لو غاضبة، الصالحة لا تعاملك بندية، ولا تناطحك ولا يعلو صوتها عليك بوقاحة ولا تعايرك بأى خطأ أيا كان فتكون سترا وغطاءا لك وعليك ولا ترهقك بطلباتها، ولا تنظر لما فى يد غيرها،ولا تمد يدها لمال زوجها بدون إذنه وتكون قنوعة وأمينة
* على أساس الدين :
فقد نصحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: (يا معشر الشباب من إستطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج) وأيضا فى حديثه الشريف عن أبى هريرة رضى الله عنه فقال: (تنكح المرأة لأربع لجمالها ومالها وحسبها ودينها ,فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخارى, ولن تكون امرأة ذات دين حتى تكون طيبة صالحة ذات خلق وطبعا حسنا
ولا يغرنك الجميلة فى المنبت السوء فإحذر أن يكون معيار إختيارك على أساس الجمال فقط لأنه زائل عاجلا أو آجلا لأنه نصحكم محذرا فقال :(إياكم وخضراء الدمن ,قالوا:وما خضراء الدمن يارسول الله؟ قال: (المرأة الحسناء فى المنبت السوء)
*أساس العلاقة الزوجية الإحترام والود والتفاهم:
قال الله تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لهن” ،فعلى الزوجين أن يعلما أنهما روحين فى جسد واحد ولباس واحد وأن تقوم علاقتهما على الألفة والمحبة و الإحترام والتفاهم
ولتعلم الزوجة أن حق زوجها عليها عظيم كما علمنا حبيبنا سيدنا محمد ص ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها وذلك لعظم حقه عليها ) ففيه الخلاصة للإحساس بعظمة الزوج ومكانته، فلا يجوز للزوجة بأى حال من الأحوال أن تسئ الأدب مع زوجها ويعلو صوتها عليه وتصرخ بوجهه أو تسبه أو تضربه حتى لو فعل بها ذلك، فالصالحة تراعى مشاعر زوجها ولو خاصمها زوجها لن تستطيع النوم وهو غاضب منها سواء هى المخطئة أو هو لكن ستتودد إليه وتصالحه ووالله لن ينقص من قدرها ولا كرامتها كما يدعين بل العكس ستكسبين رضا زوجك وبالتالى رضا ربك، كما علمنا النبى صلى الله عليه وسلم( الزوجة العؤود على زوجها، التي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى)
والزوجة الصالحة هى التى ترضى زوجها فى العلاقة الحميمية ولا تمنع نفسها عنه بأى حجة لتكدره وتستهين بذلك،وقال تعالى:” نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم” أى وقتما يشاء الزوج وكيفما يشاء وليس بمزاج الزوجة كما تعتقد فتكاد تمنعه حقه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ص قال: (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها) فاحذرى غضب الله عليكى إذا أغضبتى زوجك
**نصيحتى للوالدين لا للمغالاة فى المهور:
إلى كل والدين كرام أكرمكما الله بالصحة والعافية إعلما أن خير نصيحة لكما من نبينا الكريم سيدنا محمد ص،( أعظم الزواج بركة أقله مؤونة) أى ليست السعادة والبركة فى الزواج بالمال والتجهيز بالغالى والكثير، والرجولة كنز عظيم فأن تنكح إبنتك لرجلا ذوخلق ودين وطيب ولو كان فقيرا خير لك من ذكر غنى مخادع عديم الأخلاق ديوث، ولو إشتراها بوزنها ذهب وألماس
كما قال ص:( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير) ،ومخالفة ذلك أعظم أسباب الفتن والفساد و العنوسة وزيادتها فى عصرنا هذا، فاتقوا الله ولا تحملوا أولاد الناس الرجال فوق طاقاتهم خاصة فى الأوقات الصعبة هذه، ونحن فى عصر عز فيه الرجال الصادقون، وكثر فيه الذكور المخادعون
والرجل لو لم يكن يملك مسكن وأنت تملك أو منزلك يتسع ما المانع أن تزوج إبنتك أو إبنك معك فى منزلك ؟ لا حرج فى ذلك
وأقول لكل أم قبل ان تتشددى فى طلباتك :هل ربيتى إبنتك أولا على حسن الخلق والطيبة وأن تكون إنسانة صالحة وزوجة صالحة؟ و كيف تعامل زوجها وأهله؟و ما هو حق الزوج وقدره ومكانته؟؟!!!
فاحرصى أيتها الأم على تعليم إبنتك حسن الخلق أولا وكيف تكون زوجة صالحة قبل أى شئ فهذا هو الأساس قبل أن تجهزيها بأغلى الثياب والمفروشات
** دور الوالدين فى تربية إبنتهما: الأب والأم لهما دور عظيم خاصة الأم فى تربية إبنتها وتعليمها فاعلمى أيتها الأم أنك النموذج لإبنتك لأنها ستعامل زوجها مثلما تعاملين زوجك وستريد زوجا مثل أبيها وستقلدك مع زوجها فاحذرى كيف تعاملين زوجك أمام أبنائك ، إحترميه ولا تراجعيه فى كلامه وقراراته أمام أبنائكما أو تتشاجرا فهذا خطأ جسيم
**هديتى لكل مسلمة نموذج لأم عاقلة حكيمة تعلم إبنتها كيف تكون زوجة صالحة وهو من أعظم النصائح التى علمنيها والداي وحفظتها بقلبى وعقلى منذ طفولتى بفضل الله أولا وأخيرا ثم بفضلهما
هذه زوجة صالحة وبالتالى أما صالحة إنها أمامة بنت الحارث زوجة عوف الشيبانى أوصت إبنتها أم إياس فى ليلة زفافها إلى عمرو بن حجر أمير كنده فعلمتها ما معنى الحياة الزوجية وحق الزوج وقدسيته ولخصته فى تلك النصائح الثمينة فقالت لها: (أي بنية: إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن أمرأة إستغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه،ولكن النساء للرجال خلقن،ولهن خلق الرجال
أي بنية :إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكونى له أمة يصبح لك عبدا , واحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخرا:
أما الأولى والثانية:فالخشوع له بالقناعة،وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموقع عينية وأنفه،فلا تقع عينه منك علي قبيح،ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة:فالتفقد لوقت منامه وطعامه،فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالإحتراس بماله، والإرعاء على حشمه وعياله،وملاك الأمر في المال حسن التقدير،وفي العيال حسن التدبير
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً،ولا تفشين له سراً فإنك إن خالفت أمره، أوغرت صدره، وإن أفشيت سره، لم تأمني غدره , ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً)خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة”