المقالات

دين الإسلام وبناء قوام المجتمع

جريدة موطني

دين الإسلام وبناء قوام المجتمع
دين الإسلام وبناء قوام المجتمع

دين الإسلام وبناء قوام المجتمع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 18 سبتمبر 2024

الحمد لله الذي عمت رحمته كل شيء ووسعت، وتمت نعمته على العباد وعظمت، ملك ذلت لعزته الرقاب وخضعت، وهابت لسطوته الصعاب وخشعت، وارتاعت من خشيته أرواح الخائفين وجزعت، كريم تعلقت برحمته قلوب الراجين فطمعت، بصير بعباده يعلم ما كنّت الصدور وأودعت، عظيم عجزت العقول عن إدراك ذاته فتحيرت، نحمده على نعم توالت علينا واتسعت، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنجي قائلها من النار يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي جاهد في الله حق جهاده حتى علت كلمة التوحيد وارتفعت، اللهم فصلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ثم أما بعد، إن من أجل أهداف رعاية الإسلام وحمايته للأسرة هو إستقرارها إذ أن موقع الأسرة من المجتمع.

 

كموقع القلب من الجسد فان الزوجين وما بينهما من وطيد العلاقة، وإن الوالدين وما يترعرع في أحضانهما من بنين وبنات، يمثلون حاضر المجتمع ومستقبله، ومن هنا تظهر ضرورة الحفاظ على الميثاق الغليظ وأهمية أن يعي كلا من الزوجين الحقوق والواجبات والمسئولية التي على عاتقهما، فإن الشيطان حين يفلح في فك روابط أسرة فهو لا يهدم بيتا واحدا ولا يحدث شرا محدودا، وإنما يؤثر ذلك على المجتمع كله لذلك كان أحب الأعمال إلى الشيطان هو هدم البيوت، ولقد إعتني دين الإسلام ببناء قوام المجتمع، لتسير عجلة الحياة في طريقها الصحيح، وقد لوحظ في الفترة الأخيرة، كثرة التأثر بالمؤثرات العصرية، كوسائل الإتصال الإلكترونية، وبرامج الإعلام المختلفة، فتغيرت كثير من المفاهيم الصحيحة، وغابت عديد من المظاهر الجميلة، وقد عرف أهل الضلال. 

 

وأعداء الإسلام أهمية المجتمع في المحافظة على الدين، فما فتئوا يوجهون له الطعنات، ويركزون عليه الأضواء، لتدميره أو تغييره، وأهم مكونات المجتمع الأسرة، التي اهتم بها الإسلام اهتماما عظيما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم” رواه ابن ماجه، وسمى الله تعالى عقد الزواج ميثاقا غليظا، ليحترم الأزواج قدسيته، وقوة الأسرة وضعفها من قوة المجتمع وضعفه، وبصلاحها تصلح الأوضاع، وبفسادها تفسد الأخلاق والطباع، ركناها وقائداها زوج وزوجة، يجمع بينهما ولاء ووفاء، ومودة وصفاء، وتعاطف وتلاطف، ووفاق واتفاق، وآداب وحسن أخلاق، تحت سقف واحد في عيشة هنية، ومعاشرة مرضية، ومع أن الطلاق من شريعة الله تعالى، وهو أحد دلائل حكمته سبحانه. 

 

ولا شك أن جزءا من نسب الطلاق المذكورة، له أسباب وجيهة إلا أن عددا ليس بالقليل لم يسلم من نفخ الشيطان، وقلة الخبرة، وضيق الأفق، عند الزوج والزوجة، وإن أول خطوات الحل، هو الإعتراف بالمشكلة، وأنها موجودة وليست خيالا، والتنبه إلى أن نجاح الأسرة، مبني على التفاهم، ولا علاقة له بالغنى والفقر، أو القصور الفارهة والأموال الضخمة، وخير منهج أسري، هو منهج البيت النبوي، بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فمن أهم الأمور، تقبل الزوج والزوجة لما يحصل من إختلاف الأفكار والطباع في حدود المباح، وعدم التنبه لذلك يولد الكراهية، التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها، وهذا الأمر داخل في العشرة بالمعروف، التي أُمر بها الزوجان، فقال الله تعالى ” وعاشروهن بالمعروف “

دين الإسلام وبناء قوام المجتمع

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار