د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي نحن والمجتمع
د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي
نحن والمجتمع
غالبا ما تتألف المجتمعات الإنسانية من ثلاث فئات عمرية هي الشيوخ الذين هم كبار السن، ويمثلون الأجداد وفئة الثانية هي فئة الشباب الناضجين الذين يمثلون الآباء الجدد. أما الفئة الثالثة والأخيرة هي فئة الأولاد الأحفاد، وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين اليافعين والأطفال، ولكل من هذه الفئات الثلاث مفاهيمهم وقيمهم وأفكارهم ووجهات نظرهم التي تميزهم عن بعضهم حسب ثقافاتهم وتحصيلهم العلمي التي قد تلتقي فيما بينها، أو تتعارض أو تتناقض فيما بينها، وكل الفئتين الأخيرتين تمثلان ثورة على سابقتها حيث كل منهما طبعا دون الأطفال أن المفاهيم التي تعتنقها سابقتها مفاهيم بالية ينبغي الانقلاب عليها والقضاء عليها أو تجديدها مع عدم الانقلاب عليها بما يتناسب مع التطور الحضاري، وهذا ما يسميه بعض علماء الاجتماع صراع الأجيال بالنسبة للبالغين الذين تخطوا مرحلة ما يسمى مرحلة المراهقة من الشباب ومرحلة المراهقة بالنسبة لمن هم في مرحلة البلوغ حيث هم دائما في صراع مع الواقع وانتقادهم لكل ما هو قديم علما بان مرحلة المراهقة في اعتقادي هي مرحلة النضج الجسدي والانتقال على النضج والوعي العقلي ومحاكاة العلوم والمعارف وغالبا ما يسيطر على عقولهم إدراكهم ومعرفتهم لكل شيء من طريق بعض المعارف البسيطة التي يحصلون عليها من طريق مقاعد الدرس أو من الأصدقاء أو من يستهويهم من البالغين الراشدين، علما أنه في الغالب يبقى هناك رابطا مشتركا يجعل من هذه الثورة ثورة سلمية ضمن ألأطر الأخلاقية والقيم الاجتماعية والاحترام من الأصغر تجاه الأكبر ونظرة العطف من المحبة من الأكبر تجاه الأصغر فهذا العطف المشتركة تجمع معهم ولا تفرق بينهم، ففئة الشيوخ الذين وصلوا إلى مرحلة متقدمة من الحكمة والدراية واللين في التعامل والحوار بما كسبوه من تجارب عملية ومعرفية تجعلهم أقرب إلى التعامل مع فئة الشباب بأريحية وتأن وموضوعية أكثر وضوحا وأيضا بمزيد من اللين والتوجيه مع اليافعين والأطفال كي يأخذوا بأيديهم بأيديهم نحو جادة الصواب بأسلوب ذكي كي ينحو بهم بمنحى افضل، أما بالنسبة لفئة الشباب أو الآباء الذين يمثلون أكبر شريحة في المجتمع فمعظمهم يميل إلى الثورية بشكل أكثر حدة ونقض الأفكار التي يعدونها بالية وأصبحت من مخلفات التاريخ ولم يعد لها متسعا بينهم وهم يميلون إلى طرح أفكار جديدة يتمثلون بها بجدلية عنادية حسب منظومة