رحيل يوجع القلب ويبكي العين بوفاة الشيخ أحمد عمر هاشم
بقلم : أحمد طه عبد الشافي
وقال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ“
في يوم حزين من أيام أكتوبر خيم الصمت على القلوب وانحنت الرؤوس وجلل الحزن ماذن الأزهر الشريف حين نُودي في الناس رحل الشيخ الجليل العالم الرباني الدكتور أحمد عمر هاشم رحل من كان صوته بالحق يملأ المساجد ومن كان وجهه نورا يضيء مجالس العلم ومن كانت كلماته بلسما يشفي القلوب من قسوتها رحل الرجل الذي حمل راية الأزهر الشريف عقيدة وسلوكا وفكرا ووسطية ودعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة
لقد عاش الشيخ أحمد عمر هاشم حياته كلها مدافعًا عن الإسلام الصحيح منبها الناس إلى خطر التطرف رافعا لواء الإسلام دين الرحمة لا الكراهية دين العقل لا الجهل دين الاعتدال لا الغلو
رحيل يوجع القلب ويبكي العين يا الله كيف يكون الفقد مؤلمًا إلى هذا الحد كيف تطفأ شمعة من شمعات الأزهر ويُسدل الستار على حياة كانت كلها علما ونورا لقد انكسر القلب على فراق هذا الرجل وبكت العيون حين رأته ملفوفا بالكفن الأبيض يغادر الدنيا التي زينها بعلمه وصوته الندي وهو يذكر الناس دوما الدين ليس تعصبا بل حب ورحمة فكونوا كما أراد الله لكم أمة وسطا
كم من طالب تخرج على يديه وكم من عالم نهل من علمه وكم من قلب اهتدى بسبب كلماته واليوم بعدما أسكنه الله جوار الصالحين تشهد السماء قبل الأرض أنه أدى الأمانة وبلغ الرسالة ومضى تاركا وراءه سيرة تدرس للأجيال
يا له من مشهد يبكي له القلب قبل العين حين شيع الآلاف جثمانه الطاهر امتلأت رحاب الأزهر بالدموع والتهجد والدعاء الطلاب الذين كانوا بالأمس يسمعون صوته من فوق المنابر اليوم يشيعونه بصمت مهيب وقلوبهم تتمزق من الوجع ارتفعت الأكف إلى السماء والكل يردد اللهم اجعل علمه شفيعا له وصوته في الدعوة صدقة جارية وذكراه نورا لا ينطفئ
أيها الشيخ الجليل نم قرير العين فقد أديت رسالتك على أكمل وجه وجاهدت بالكلمة وربيت أجيالا وخلفت إرثا من النور سيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. نم في سلام يا من أحبك الناس بلا حدود نم في رضا الله ورحمته يا من كانت حياتك كلها لله نم يا أحمد عمر هاشم فقد بكاك الأزهر وبكتك المآذن وبكينا نحن لأننا فقدناك
رحيل يوجع القلب ويبكي العين بوفاة الشيخ أحمد عمر هاشم