الرئيسيةمقالاترسالة لكل من سابق نحو الإمارة
مقالات

رسالة لكل من سابق نحو الإمارة

رسالة لكل من سابق نحو الإمارة

رسالة لكل من سابق نحو الإمارة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم، وبعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار حياكم الله جميعا وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة منزلا وأسأل الله الحليم الكريم جلا وعلا أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته ثم اما بعد لقد صدق الله العظيم الذى يقول ” ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض” وقد جمع الله بين هذه الآية ” أن الملك بيد الله ” وتلك السنة وهي سنة التدافع فى آية واحدة من سورة البقرة.

 

ويقول الله تعالى ” فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ” فإنها رسالة لكل من سابق نحو الإمارة وسارع نحو التصدر والعلو في الأرض بأن يتذكر عواقب المسئولية وتبعات حمل الأمانة، فإن الإمارة كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وأله وسلم ” خزي وندامة يوم القيامة إلا من أخذ بحقها وأدى الذي عليه فيها ” ولهذا كان الصالحون من أشد الناس فرارا من تولي هذه المسؤوليات التي تكون تبعتها عظيمة وعواقبها وخيمة، وإن إبتلي أحدهم بها فإنه يسعى ويكدح للقيام بالواجب والإحسان إلى من تحت يده ممن ولاه الله أمره، هذا مع هموم لا تبارحه وخوف من ربه لا يغادره خوفا أن يكون قد قصر في الواجب أو فعل ما يسخط عليه مولاه. 

 

وفي ليلة من ليالي الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رحمه الله قام وحيدا بعد أن هجع الأنام وادلهم الظلام وقد وضع يده تحت خده تعلوه الكآبة والحزن مفكرا متأملا فيما هو فيه فما هي إلا لحظات حتى ذرفت عيناه دمعا سخيا ثم زاد بكاؤه حتى صار ينتفض وينتحب حتى فزعت زوجته فاطمة، فقامت مذعورة من نومها تظن أن مصيبة حلت بعمر، فجلست عنده تحاول أن تهدئ من روعه، فلما سكت وسرّي عنه سألته يا أمير المؤمنين ما الذي أبكاك ؟ فقال رحمه الله إني تذكرن رعيتي، فتذكرت الأسير المقهور والأرملة الثكلى والفقير المحروم وخشيت أن لا أكون قد قمت بحقهم وعلمت أن حجيجي فيهم هو محمد صلى الله عليه وأله وسلم فخفت أن لا تثبت لي قدم غدا بين يدي الله تعالي، فإنها الأمانة العظمى والمسؤولية الكبرى بين يدي من تعنو له الوجوه وتخضع لجبروته الرؤوس والرقاب. 

 

وإن من ولاه الله أمرا من أمور الرعية فظلم وتجبر وغرّته قوته وسلطانه فليبشر عاجلا أو أجلا بنقمة الله وأخذه الأليم الشديد، فيا أيها الوطن العربي المكلوم لئن طعنت في كرامتك وسلبت حقوقك وإعتدي على مالك ومنعت من أن تختار حاكما عدلا يخاف الله فيك فاعلم أن الفجر قريب وأن ظلمة الليل ستنقشع لتشرق عليك بعدها أنوار الحرية والعدل والمجد الأثير، أما أولئك الظلمة المتاجرون بشعارات الزيف والخداع والسارقون لقمة العيش من أفواه الضعفاء والمجاويع فترقب سقوطهم وانتظر زوالهم وإن غدا لناظره لقريب، واعلموا وبكل تأكيد أن هناك إرادة عليا لا تقهر وإنها إرادة خالق هذا الكون وإرادة الحارس الحافظ الذي حرس مصر وحقق لشعبها ثورة شهد بها العالم وإرادة المغيث الذي أغاث مصر وأنقذها من الهلاك علي يدي يوسف الصديق عليه السلام وأنقذها من بطش فرعون علي يد نبي الله موسي عليه السلام يوم أن كان طفلا رضيعا أمه تحار به أين تخبئه.

رسالة لكل من سابق نحو الإمارة

رسالة لكل من سابق نحو الإمارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *