شيخ الإسلام شرف المعمرين أبو طاهر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
شيخ الإسلام شرف المعمرين أبو طاهر
ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن أهل العلم والعلماء وأئمة المسلمين ومن بينهم الإمام السلفي وهو الإمام العلامة المحدث الحافظ المفتي، شيخ الإسلام شرف المعمرين أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني، وهو من أهل أصبهان، وشهرته الحافظ السلفي، ويلقب جده أحمد سلفة وهو الغليظ الشفة وأصله بالفارسية سلبة وكثيرا ما يمزجون الباء بالفاء فالسلفي مستفاد مع السلفي وهو من كان على مذهب السلف ومنهم أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله السرخسي يروي عن أبي الفتيان الرواسي، وولد الحافظ أبو طاهر في سنة ربعمائة وخمس وسبعين أو قبلها بسنة، وهذا مطابق لما رواه أبو الحسن محمد بن أحمد القطيعي في تاريخه، فقال سمعت الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد.
بعد عوده من عند السلفي يقول سألته عن مولده فقال أنا أذكر قتل نظام الملك ويعني الوزير الذي وقف المدرسة النظامية ببغداد وكان عمري نحو عشر سنين وقتل سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وقد كتب عني بأصبهان أول سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وأنا ابن سبع عشرة سنة أو أكثر أو أقل بقليل وما في وجهي شعرة كالبخاري رحمه الله، يعني لما كتبوا عنه، وقال الإمام أبو شامة سمعت شيخنا علم الدين السخاوي يقول سمعت يوما أبا طاهر السلفي ينشد لنفسه ما قاله قديما أنا من أهل الحديث وهم خير فئة، جزت تسعين وأرجو أن أجوزن المائة، قال فقيل له قد حقق الله رجاءك، فعلمت أنه قد جاز المائة، وذلك في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وقد ذكر غير واحد أن السلفي ممن تجاوز المائة عام.
حتى إن تلميذه الوجيه عبد العزيز بن عيسى قال مات وله مائة وست سنين، وأول سماع حضره السلفي متفرجا مع الصبيان مجلس رزق الله التميمي الحنبلي إذ قدم عليهم رسولا أصبهان فقال السلفي فيما قرأته على عبد المؤمن الحافظ أخبرنا ابن رواج أخبرنا السلفي قال شاهدت رزق الله يوم دخوله إلى البلد، وكان يوما مشهودا كالعيد بل أبلغ في المزيد وحضرت مجلسه في الجامع الجورجيري وقال لي أحمد بن معمر العبدي قد استجزته لك في جملة من كتبت من صبياننا، وقال السلفي في معجم أصبهان الواعظة أروى بنت محمد هي ابنة عم جدتي فاطمة الشعبية مقدمة الواعظات رأيتها وحضرت عندها كثيرا وقد سمعت من أبي سعد الماليني والنقاش وماتت سنة ثمانين وأربعمائة.
وقال أول من سمعت منه وكتبت عنه محمد بن محمد بن عبد الرحمن المديني سمع في سنة تسع وأربعمائة من أحمد بن عبد الرحمن اليزدي، وسمع السلفي كثيرا من الرئيس أبي عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي وله سماع في سنة ثلاث وأربعمائة ومات هو والمديني عام تسعة وثمانين وسمع أيضا بأصبهان من رئيس المؤذنين أبي مسعود محمد وأحمد ابني عبد الله السوذرجاني رويا له عن علي بن ميلة، وسمع من أبي بكر محمد بن عبد الواحد بن محمد، وقال لم يمت أحد من شيوخي قبله ولا حدثنا عن أبي منصور بن مهربزد صاحب أبي علي الصحاف سواه.