صرخة الم فلسطين في القلب
كتب فرج احمد فرج
رغم الالام والجراح وانكسار قلوبنا بما نشاهده ليل نهار من بطش وغطرسة المحتل
في الاعتداء علي ارضنا في غزة .. وهو يقول نحن ندافع عن الارض .. اية ارض
تدعون انها ارضكم والتي وهبتها لكم اوروبا وامريكا للتخلص منكم ومن شروركم
وخبثكم ومكائدكم في تفريق الامم والشعوب .. مما جعلكم هدفا لهيتلر .
اعطي من لا يمك لمن لا يستحق مضي 106 أعوام على وعد وزير الخارجية البريطانى،
بإنشاء وطن لليهود فى فلسطين، والذى سموه وعد بلفور، حيث أطلق الوعد
فى رسالة فى 2 نوفمبر عام 1917، موجه لـ اللورد ليونيل وولتر دى روتشيلد،
رئيس الطائفة اليهودية فى إنجلترا، يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية
على إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين.
وبذلك زرع جسد غريب وسط جسد سليم واصبح مثل السرطان ينتشر
بكل الشرور بمساعدة الغرب لهذا الكيان اليهودي وسط الشرق الاسط المسلم
والمسيحي .. لا لشيئ غير وضع قدم ينطلقون منها للمنطقة وقت ما يشاءون .
وفي هذه الهجمة الشرسة الا أنسانية .. عاقب المحتل ابناء الارض الاصلين وبنفس
خطط الغرب السابقة في القضاء علي الهنود الحمر في امريكا والارمن والسكان
الاصلين في استراليا وغيرها بالحصار وكما فعلوا بجدار الفصل العنصري
في جنوب افريقيا .
حوصرت غزة وحرمت من كل مقومات الحياة من الطعام والماء والوقود والاتصالات
والكهرباء
وانهالوا عليها تدميرا وقتلا وفتكا للاطفال والنساء والشيوخ والقوا الاف الاطنان
من القنابل والصواريخ ليقتلعوا السكان الاصليين من ارضهم ووطنهم بمساعدة الة
اعلامية غربية جبارة .. تلوي الحقائق تحت غطاء الاكاذيب والصور الاصطناعية
باستخدام احدث التكنولوجية في وسائل الخداع الهوليوديه .
ونحن مازلنا قابعين في اماكننا نشاهد اليوم تلو اليوم اكبر جريمة قتل جماعية
في التاريخ المعاصر .. فكان لازاما من القوة الناعمة الحية التي تنبض في عروفها
الدم الحر والتي تتالم للانسانية ونصرة للجار في الجهة الشرقية ان ننتفض
في اعمال فنية راقية ترقي للحس الانساني .. ان نقدم اعمالا جماعية تصدح
فيه حناجرنا بصرخة الم
في ليلة بهية، كانت الأمسية ليلة أمس بمقر هيئة خريجي الجامعات،
قدمت لنا فرقة رحيل بقيادة الرائع المتفرد المخرج المسرحي حسام عزام واحدة
من أمتع وأقوى لياليهم وأمسياتهم على الإطلاق، كانت الليلة تحت عنوان فلسطين
في قلب المبدعين، حيث تجمع الأحباب والداعمون والمهتمون بدافع حبهم ودعمهم
للقضية الفلسطينية والتي لا يشغل سواها ألبابنا وقلوبنا. حيث قام حسام عزام بدمج
فن الحكي مع الأنغام والطرب ليقدموا لنا ملحمة قوية تغنى بها أعضاء الفريق كلهم،
شحذت الهمم وخطفت المسامع بل وأدمعت المقل في معظم الأحيان، استمعنا من
خلاله لمجموعة من الحكايات والتي تبدو لك من الوهلة الأولى أنها من قلب الصمود،
من أرض الزيتون، ولكن كانت المفاجأة أنها كانت عبارة عن دمج آخر، قام به الرائعون
وأبدعوا في كتابته حيث قام كل منهم بكتابة قصة من وحي تأثره بما رأته عيناه من
مشاهد قاسية أدمت قلوبنا جميعاً، ولكنها في عقل الكاتب جعلته يرى الصورة
كما ألقاها علينا. أبدعت فرقة رحيل في إلقاء الحكايات على مسامعنا بطريقة تأخذك
وتذهب بك إلى هناك، حيث استطاع الكتّاب سوسن رضوان و مريم أحمد ومريم طارق
و محمود محمد وفاطمة سعد ومروة تليمة وإسراء حموده بآدائهم القوي وإحساسهم
العالي أن يجسدوا ويصوروا لنا أصحاب المشهد. واكتملت الصورة قوة بتلك الأغاني
الحماسية الوطنية والتي قامت بتحريك السواكن وشحذ الهمم وتفاعل الحضور معها
جميعهم. واختتمت الليلة بمجموعة من أقوى قصائد الشعر العامية والتي دعمت
القضية الفلسطينية بكل قوة من خلال سلاح الكلمة حيث قام الشاعر سامح هريدي
والشاعرة وفاء على والشاعر ماهر أبو المعاطي والشاعرة رباب الجورية بإثراء مسامع
الحضور بمجموعة من أروع القصائد الشعرية، كما كان للمخرج والكاتب الليبي / صبري
أبو شعالة مشاركة ثرية ببعض كلماته التي عبر بها عن دعمه. مما أثار الغيرة الحميدة
لدى الحضور وقام كل منهم بمحاولة منه للمشاركة الفعالة في دعم القضية ولو بكلمة…
هكذا كان المشهد وتلك كانت الليلة، في حب فلسطين، رأينا كيف هي فلسطين
في قلوب المبدعين صرخة الم فلسطين في القلب