المقالات

علاّم الغيوب يعلم ما في القلوب 

علاّم الغيوب يعلم ما في القلوب 

علاّم الغيوب يعلم ما في القلوب 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

علاّم الغيوب يعلم ما في القلوب

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده وعبد ربه مخلصا حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله عباد الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد لقد أصبحت الدنيا الآن تسير وراء المصالح والكل اصبح يتبع الصاحب من أجل المصلحه، أما أن تجد مسلما يزور أخاه لمحبة ومن أجل الله تعالى فهذه لا توجد إلا عند القليل حتى أصبح الناس يقولون لك عندما يرونك تزور أخاك هل عندك معه مصلحة. 

 

أو عمل آخر في زيارتك له؟ هكذا أصبح حال كثير من الناس، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر هذا الخبر أن ربنا عز وجل أرصد ملكا من ملائكته لعبد من عباده يخبره أنه يحبه، بأي شيء حصل ذلك يا عباد الله؟ ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله على مدرجته أي طريقه ملكا، فقال له أين تذهب؟ قال أزور أخا لي في الله في قرية كذا وكذا، قال هل له عليك من نعمة تربها؟ قال لا ولكنني أحببته في الله عز وجل، الله أكبر يذهب إلى قرية أخرى لأنه يحبه في الله، وماذا قال له الملك؟ قال فإني رسول الله إليك، إن الله قد أحبك كما أحببته فيه” رواه الإمام أحمد، من فوق سبع سماوات يعلم الضمائر وما تخفي الصدور.

 

علاّم الغيوب يعلم ما في القلوب، يرسل ملكا من الملائكة لعبد من عباده يخبره أنه يحبه وبسبب أنه يحب أخا له في الله، ويزوره في الله، الله أكبر، فالدرس الذي نستنبطه من دروس الهجرة المباركة هو الصحبة الصالحة، الصحبة النقية، الصحبة الخالصة لله تعالى لذلك النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أمته فيقول “لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي ” رواه الترمذي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل” بل ها هم سلفنا الصالح رحمهم الله يرشدون أبناءهم إلى إختيار الصاحب الصالح هذا أحدهم يقول “يا بني، إذا أردت مصاحبة شخص، فلا تصحبه إلا بخصال يتصف بها، ما هي يا أبتاه؟ فقال له. 

 

“يكتم سرّك، ويستر عيبك، ويكن معك في النوائب، وينشر حسناتك، ويطوي سيئاتك، فإن لم تكن هذه، فعليك بنفسك” وهذا آخر يقول لولده “لا تصاحب إلا رجلين رجل تتعلم منه ما ينفعك من أمور دينك، ورجل تعلمه شيئا من أمور دينه، فيتقبل منك، والثالث اهربْ منه” وثالث يقول لولده “يا بني، لا تصحب إلا من أضر بنفسه لينفعك” ليفتش كل منا عن صاحبه هل هو ممن يتخلق بمثل هذه الأخلاق، وبمثل هذه الصفات؟ أنا أدعو من خلال درس الهجرة المسلمين جميعا إلى إعادة النظر في إختيار أصحابهم قبل فوات الأوان، لا بد من إختيار الصديق الصالح، ولا بد من الصحبة الصالحة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار