عليكم بالتفقه في الدين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، وأسعد وأشقى، وأضل بحكمته وهدى، ومنع وأعطى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الأعلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والرسول المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن إهتدى أما بعد إن هناك سائل يقول رجل عقّ عن أولاده بعيرا وهم أربع بنات، وولد ذكر، فهل يعيد مع المشقة عليه أو يكفي؟ والإجابة هو نرجو أن يكفي إن شاء الله لأن البدنة تجزئ عن سبعة، لكن السنة أن يعقّ بالغنم كما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم لكن إذا عقّ بالبقر، أو الإبل نرجو أن يجزئه لأن الصحابة ذبحوا البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة في الهدايا، وفي الضّحايا، وهل يعني تقاس العقيقة أو يقاس؟ فالحكم واحد إلا أن الأفضل الغنم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالغنم، مثلما ضحّى بكبشين.
ومع هذا تجزئ البدنة، وكما هناك سؤال يقول رجل عليه دين فهل له أن يسافر إلى الخارج لتعلم اللغة الأجنبية من أجل الدعوة إلى الله، أويقال هذا بالمنع أولى من منع من عليه دَين من الحج؟ وهو إذا كان هذا السفر يضرّ الدّائنين فلا يسافر، يبدأ بالدّين، أما إذا لم يكن يضرّ الدّائنين ما عنده عمل، ولا وجد عملا، ولعله يتعلم هذا الشيء حتى يوظَّف، ويوفي دينه، وينفع المسلمين، أما إذا كان عنده عمل ويستطيع قضاء الدّين، ويسد ما عليه فلا يسافر، وكما هناك سؤال لكن منع مَن عليه دَين من الحج هل لأجل الخوف؟ وهو يُمنع من الحج إذا كان سفره يضرّ الدّائنين، أما إذا لم يكن يضرّ الدّائنين كأن يسافر مع أناس والنفقة على غيره، فلا يمنع لأن حجّه لا يضرّهم، والسؤال يقول ما صحّة حديث أن عائشة رضي الله عنها أذَّنت وأقامت الصلاة؟ وما أعرف له أصلا.
فالنساء ليس عليهن أذان ولا إقامة، والسؤال هل الشاة الصمعاء هل تجزئ في العقيقة؟ وهو نعم في العقيقة، وفي الضحية جميعا، أقول مثل أهل مكة مثلا السفر قريب للحج، ولو عليه دين لا يحج؟ لا، يبدأ بالدين، فالواجب عليه أن يبدأ بالدين، إلا إذا كان أهل الدين معروفين وسامحوه، أو يحجّ على حساب غيره، ما يضرّهم، وليسوا منفقين شيئا فلا بأس، ولكن هل السفر من مكة إلى عرفة قريب يعني الحج ما يكلف شيئا؟ والمقصود إذا كان سفره لا يضرّ الدّائنين فلا بأس، وكما هناك سؤال يقول إذا كان قريبا؟ والإجابة قريبا أو بعيدا، إذا لم يكن يضرّهم فلا بأس، ويعني ليست العلَّة في السفر أنه يخشى عليه؟ والعلة في الضرر، فعليه أن يعطي النفقة التي ينفقها في الحجّ للدائنين، ويعني ليست العلّة في السفر؟ فإنه لا، ليست العلة في السفر، العلة أنهم أولى بنفقة الحج.
عليكم بالتفقه في الدين
وكما هناك سؤال يقول رجل إعتاد صيام الاثنين والخميس، فإذا دُعي يوم الاثنين يعني وعده شخص وقال له يوم الاثنين إن شاء الله تتغدّى عندي، فهل الأفضل أن يقول له أنا اعتدت الصيام؟ وإنه لا، يجيب الدعوة ولا يأكل، يجيب الدعوة، ويعتذر عن الطعام، وإن أفطر فلا بأس، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دُعي أحدكم فليجب فإن كان صائما فليدعو، وإن كان مفطرا فليطعم، إن كان صائما يدعو لهم ويقول سامحوني أنا صائم، وجزاكم الله خيرا، فيذهب إليهم، ويدعو لهم، وإن أفطر فلا بأس، فاللهم ألّف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، اللهم نجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم بارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك، قابلين لها، وأتممها علينا، اللهم قنا الفتن ما ظهر منها، وما بطن، اللهم ارزقنا الصدق في القول والعمل.
عليكم بالتفقه في الدين


