علي وزن لسان الكون
بقلم \عايد حبيب جندي الجبلي
علي جزيرة الشوق يقلقني الأمان يشجعني علي الرحيل بين خواطر الحزن التي تذكرني
بالأوجاع بماض منطوي علي ذكريات عديدة الوجوه ، الأدوار علي حسب الأزمان فلا أمان لي بين
صخور هشة أهلكتها تقلبات الأمواج وثرثرة الكون وسرعات الحروب وقطع وريد الحياة بين الآدمية
وتغلغل الحقد تجعلني في صمت بين تقلب الأراء المجاز بين مؤيد ومعارض وأشيائي مبعثرة في
حقيبة الحياة يطمسني الليل لا صباح له ممزوج برائحة دماء الأبرار يقتلون و يقتلون أبناء عمومتهم
لا يبالون الحقائق وأسترد قولي بين أحزان في داخلي من حقائق وشعوب تتقاتل بين اختلاف
الرأي سأبحث عن زمن جميل استرد به كياني فهذا مجهول لا حقائق له حطمته عدم المعرفة
سألقي شعري في الميادين … في الشوارع … أمام الحاخام … أمام رؤسائي أخاف أن يقتلني
عدم التحدث في حوار الحقيقة ، لست من يكتفي بما عليه ويلتزم بما لا عليه من الحقائق ؛ بل
أرتوي من خبايا الحقائق وأعبر بما داخلي من ظلم الزمن لعلي أوضح من ظلم الزمن قدر حبة
خردل من حقيبة الحياة المظلمة التي فيها أنا كائن
أشعر
أنني علي حافة الكون أرى أشياءً لم يرها أحد ، مرض ليس شفائهُ بدواء يدخل الجسد بل شفاؤه
بما يخرج من الفكر هكذا يشفى الكون من مرض مزمن ، سأنحت لهُ تمثالاً للذكرى وأضعهُ علي
الطرقات فكل من يمر بجـــوارِهِ يشفى من هذا المرض لعل التمثال يذكر المرضي ليتجنبوا هذا
الفكر ويسود الفكر المنير ويبـقي التــمثال ذكــــرى لمرضى الفكر ويشق النور لإخفاء الظلمة
ويظهر النور كل أوكار الظلمة وأرتدي أنا رداءً ناصعَ اللمعان وأكـــتب ترانيماً للأوطان وأنصص
قصيدتي بلحن الفرح علي وزن لسان الكون الذي يخرج منه مرح وفي غايته الهدوء من البدء ، عذراً
أيها الكون نحن من لوثناكَ بدمائنا بتلوث فكر ذئابِ مسعورة بعدم الوعي ، فأنا سأحبُو وأتســكع
علي جدران الحقيقة لعلي أنمو بالمحيط المعاق الذي لا يريد أن يحبون من الساكنين في هذا الكون
عذرا أيها الزمن فليس لديك شيء يفرحني بل أمضي متقدما في أشياء مبهمة مثل ضال الدرب وغريب في مدينة
مزدحمة مليئة بضوضاء من صرخات المقهورين ، ماضٍ أنا كالغريب ولكني لست غريباً ، فكلما
أمضي التاريخ يناديني فأسترجع أمجادًا غمرها طوفان بطين زبد معجوناً بتلوث الإهمال كل من
ينتشل التاريخ يسقط في هذا الطين الزبد ، فلا يستطيع أن يفعل شيئاً ليس بريق الأنفاس إلا
بشهقات الغريق أطفأتها الأمواج علي شاطئ منسي ليس له حياة سأبكي اليوم أوغد علي أفواه
جافٍ ليس له حياة من قلة الأمان للماء تمضي فيهِ عذراً أيها الإهمال أنت ضيفٌ ثقيل في الكون
الذي أنا بهِ كائن من يقتني بك يدمرُ قبل الظالمين ارحل من كوني ليُبعث النور وتتدفق الماء
وترتوي الزهور ويتحد الحب ، قوافل تذهب وقوافل تأتي ويبقي الكون علي ما هو عليه فعندما لا
الحب يا سائرين في الطرقات اصنعوا الحب داخل أجسادكم