الدكروري يكتب عن رسول الله وخير القرون
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد أرسل الله عز وجل حبيبه المصطفي صلي الله عليه وسلم في خير القرون حيث روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا، حتى كنت من القرن الذي كنت فيه” رواه البخارى، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” وهكذا تلتقي خيرية الأصل والمنشأ، مع خيرية الزمان، مع خيرية الإنسان المختار للمهمة الكبرى، حيث يقول تعالى ” والله أعلم حيث يجعل رسالته” وإن للنبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم معجزات كثيرة جدا وقد عدّها بعض العلماء فبلغت الألف أو تزيد فمنها أعظم معجزاته صلوات ربي وسلام عليه وهو القرآن الكريم.
حيث يقول الله عز وجل فى سورة الإسراء ” قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا” وأيضا من المعجزات هو انشقاق القمر، حيث قال الله تعالى فى سورة القمر ” اقتربت الساعة وانشق القمر، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر” وقد حدث هذا الانشقاق في حياته صلى الله عليه وسلم ورأته قريش وغيرها، وإن من المعجزات هو رحلة الإسراء والمعراج وما جرى فيهما من العجائب وفرض الصلوات الخمس، وإن من المعجزات الثابتة عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم دعاؤه المستجاب، حين دعى على أهل مكة بالقحط حتى بلغ بأهل مكة من الجوع أن أحدهم كان يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع.
وورد ذكر ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى فى سورة الدخان ” فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين، يغشى الناس هذا عذاب أليم” وعن أم قيس قالت توفي ابني فجزعت عليه، فقلت للذي يغسله لا تغسل ابني بالماء البارد فتقتله، فانطلق عكاشة بن محصن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بقولها فتبسم ثم قال “ما قالت أطال الله عمرها” فلا نعلم امرأة عمّرت ما عمّرت، يعني هذه المرأة، رواه النسائى، وأيضا دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد وهو مشهور، ويروى عن أنس رضي الله عنه في حديثه “وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المائة اليوم” رواه مسلم، وعن عبدالله بن هشام أن أمه ذهبت به وهو صغير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقالت يا رسول الله بايعه، فقال “هو صغير” فمسح رأسه ودعا له، رواه البخارى، فكان مباركا في تجارته حتى أن ابن عمر وابن الزبير كانا يقولان له أشركنا في تجارتك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا لك بالبركة فيشركهم، وأيضا دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم على عتيبة بن أبي لهب لما طلق ابنته واعتدى عليه وشق قميصه صلى الله عليه وسلم فقال “أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه” فخرج في تجاره من قريش حتى نزلوا بمكان يقال له الزرقاء ليلا، فأطاف بهم الأسد تلك الليلة فجعل عتيبة يقول “ويل أمي هذا والله آكلي كما قال محمد” قاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام، فلقد عدا عليه الأسد فضغمه ضغمة، ولم يقرب أحدا منهم سواه.