الدكروري يكتب عن ما أجمل الوفاء من رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 1 يناير
الحمد لله أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفّق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله خير من علم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلم تسليما مزيدا ثم أما بعد، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتاح لاستئذان السيدة هالة بنت خويلد رضي الله عنها عليه لما يُذكره ذلك بإستئذان السيدة خديجة رضي الله عنها، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها “استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك، فقال “اللهم هالة” فغرت فقلت وما تذكر من عجوز من عجائز قريش؟
ومن وفائه صلى الله عليه وسلم ما قاله في أسرى بدر “لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له” وذلك وفاء لصنيع المطعم بن عدي حيث إنه أجار النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يدخل مكة بعد رجوعه من الطائف، ولأنه كان ممن نقض الحصار الذي ضربته قريش على بني هاشم، لإرغامهم على تسليم النبي صلى الله عليه وسلم لهم، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لو كان المطعم بن عدي حيا وسأله هؤلاء الأسرى لمنّ عليهم بالعتق مجازاة له بحسن صنيعه، فما أجمل الوفاء فإنه يرقق القلوب ويهذبها، ويدفعها للرقي في طلب المعالي، ويتميز صاحبه عن أقرانه ولذلك فقد قيل “إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل، فانظر كيف تحننه إلى أوطانه، وتشوقه إلى إخوانه، وبكاؤه على ما مضى من زمانه”
فما أحوج الناس إلى أن يسود بينهم الوفاء فإنه طريق إلى البر وسبيل إلى كل خير، وإن من أعظم الدلائل على كبير قدره أنه صار عزيزا بين الناس حتى قيل اشدد يديك بمن بلوت وفاءه، إن الوفاء من الرجال عزيز، فكن وفيا ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فسبحان الخالق العظيم البارئ المصور الذي خلق الخلائق أجمع فها هو خير خليقة وخير من اصطفاه المولى سبحانه وتعالي حبيب قلوبنا ونور أفئدتنا وضياء أيامنا ومن به نرتوي هو رسول الله محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم خير خلق الله تعالي، فهو المصطفي الذي انشق القمر لجماله واهتدى البشر برسالته فهو المهتدى بهدي ربه الذي لم يضل ابدا تبعا لقول الله تعالى “فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى” ويقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” لما خلق الله الخلق اختار العرب.
ثم اختار من العرب قريشا، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم، فأنا خيرة من خيرة ” وأكد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه المصطفى من ذرية آبائه من وقت آدم، وحتى مولده ، مبينا أن الله عز وجل هو من كان يختار الأصلح فالأصلح من ذرية آدم ليخرج من ذرية صالحة كلها، فها هو حبيب أفئدتنا صلى الله عليه وسلم اتبع هدى ربه فكرمه ربه عن جميع خلقه وجعله خير خليقة الله فهو المصطفى الصافي الناقي الطاهر من كل المعاصي فهو محمد حميد الخلق وحميد الشيم وهو احمد الحامد للمولى باستمرار دائم صلى الله عليه وسلم وهو الذي كان يتوسل ويدعوا الله تعالي بكل ما يحتاجه حتى قال الصحابه رضي الله عنهم وارضاهم إذا احتجنا حصوات الملح دعونا بها الله فارزقنا بها.