عوامل النجاح في المؤسسات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية أن من عوامل النجاح في المؤسسات التجارية والتربوية والتعليمية هو عامل الإبتكار والإبداع وهو القدرة على الإبتكار وحمل الآخرين عليه وتوفير مناخه صفة هامة يتمتع بها المدير المبدع، وعلامة تميزه عن مدير الجمود ورئيس التقليد، وإن المدير المبدع يدرك أهمية إقامة الدورات المتخصصة في الإبداع لموظفيه، ويعد الأموال المصروفة في ذلك إستثمارا في أصول بشرية، أصبحت كثير من الشركات الكبرى مقتنعة بإمكانية وأهمية تعلم الإبداع، فشركة جنرال إلكتريك تفيد أن دورات الإبداع.
التي نظمتها لمديريها ومهندسيها أسفرت عن إدخال تحسينات جوهرية على بعض منتجاتها مثل جلايات الصحون وأدوات المطبخ، وشركة ميد تقول إن التدريب على الإبداع ساعدها كثيرا في تطوير نوع من الورق الناسخ الذي لا يحتاج إلى إستخدام الكربون، وكما أن هناك ما يعرف بتحامل المبدع على مجتمعه بين الحقيقة والوهم، حيث يعتقد البعض أن المبدع لا بد أن تنطوي نظرته إلى المجتمع بمنظوماته المختلفة سواء بالمدرسة، أو المصنع، أو الشركة أو حتى المجتمع الكبير، على تحقير وإزدراء، ينشأ معهما إنكفاء على الذات قد يستحيل بعد فترة تطول أو تقصر إلى إنطوائية تحمل بذرات عدائية، ويقول بعضهم ” يبدو لنا في كثير من الأحوال أن علاقة المبدع بواقعه لا تخلو من التوتر والصراع، وكل هذا يحدث على حد هذا الإعتقاد بسبب عدم تحقيق المجتمع للذات المبدعة.
وتهميش الأفكار غير المألوفة التي تنبثق منها ويتبنى المبدع الدعوة إليها أو طرحها، أو لسوء المعاملة من خلال أفراد أو مؤسسات المجتمع، أو لتخلف مناهج التفكير، أو للسطحية الثقافية، ويخسر المجتمع من ثم ذلك المبدع وإنتاجه الخلاق، وبتأمل ذلك الإعتقاد مع الإعتراف بوجود شيء من تلك الممارسات الجائرة التي يتعرض لها مبدع أو آخر، يتبين لنا مدى مجافاته للحقيقة وشططه عن الصواب وذلك لأنه لم يبني على دراسة علمية أو إستقراء شامل للمبدعين الحقيقيين، ولأنه إنبثق من بيئة عقدية وثقافية تصادم بيئتنا العقدية والثقافية، كعبارة أرسطو “إن المزاج السوداوي شرط لا بد منه للموهبة الخارقة” وإن المبدع الحقيقي هو من ينبثق من مجتمعه المسلم منتميا له، معايشا لهمومه، رافضا لأوجه الإنحطاط العقدي والتأزم الثقافي.
وإن المبدع الأصيل هو من يتسم بالموضوعية في التفكير، والإعتدال في الحكم، فهو لا يشتط في حكمه على مجتمعه الصغير أو الكبير، فإن كان هناك ظلام فلا بد أن يختلط بضياء، وإن كان هناك تخلف فلا محالة أن يمتزج بتقدم، وإن كان هناك قسوة فلا جدل أن يتخللها عطف، وإن كان هناك يأس فلا شك أن يغالبه تفاؤل، وإن المبدع الحقيقي هو من يشعر بمـسؤوليته إزاء النهوض بمجتمعه، فالنهوض هو ما يدفعه إلى التألق في سماء الإبداع والإبحار في عالم المبدعين، اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا، ويسر أمورنا وبلغ فيما يرضيك آمالنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام اللهم أصلح أحوال المسلمين وأرغد عيشهم وارفع بلاءهم وأصلح قادتهم واجمعهم على الكتاب والسنة يا رب العالمين، اللهم انصر إخواننا في فلسطين على اليهود الغاصبين.
اللهم كن لإخواننا في غزة معينا ونصيرا ومؤيدا وظهيرا، اللهم أنزل عذابك ورجزك وسخطك على من حاصرهم وآذاهم، يا قوي يا عزيز يا رب العالمين.
عوامل النجاح في المؤسسات