الرئيسيةأخبار العالمغزة بعد الحرب: مشاهد الإعدامات الميدانية تزيد تعقيد الأزمة
أخبار العالم

غزة بعد الحرب: مشاهد الإعدامات الميدانية تزيد تعقيد الأزمة

غزة بعد الحرب: مشاهد الإعدامات الميدانية تزيد تعقيد الأزمة

عبده الشربيني حمام

يواصل الوسطاء تكثيف جهودهم لتسريع الانتقال إلى المرحلة القادمة من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والتي تشمل التوافق على إعادة إعمار القطاع وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية.
ويخشى الغزّيون أن تؤدي النقاط العالقة بين “حماس” وتل أبيب إلى إطالة أمد المعاناة في القطاع المدمَّر، ولا سيما مع تأخر وصول المساعدات الإضافية التي نصّ عليها الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية وقطرية ومصرية في شرم الشيخ.
في المقابل، تقول مصادر في غزة قريبة من “حماس” إن الحركة تواجه “صعوبات ميدانية ولوجستية حقيقية” في العثور على بعض الرفات داخل مناطق تعرّضت لتدمير واسع، خصوصًا في الأنفاق والمناطق الحدودية.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، قُتل ما لا يقل عن اثنين وثلاثين شخصاً في حملةٍ أمنية نفّذتها حركة حماس داخل قطاع غزة ضد من وصفتهم بـ”المتخابرين مع إسرائيل” و”العصابات المسلحة”.
وقد تصاعدت الإدانات الدولية لما وُصف بأنه “إعدامات جماعية خارج نطاق القانون” تهدّد ما تبقّى من أملٍ في استقرار القطاع بعد الهدنة الهشّة.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الحركة أنها تتحرك “لمنع الفوضى” وملء الفراغ الأمني بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق، يرى مراقبون أن تصرّفاتها الأخيرة تزيد المشهد تعقيداً وتُقوّض مسار التهدئة.
وأصدرت الرئاسة الفلسطينية بياناً أدانت فيه “بأشد العبارات” ما وصفته بـ”عمليات إعدامٍ ميدانية خارج نطاق القانون”، معتبرةً أنها “جرائم بشعة وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وتعكس إصرار حماس على فرض سلطتها بالقوة والإرهاب، في وقتٍ يعيش فيه أبناء غزة تحت وطأة الحرب والحصار”.
وفي العواصم الغربية، تعالت الأصوات المطالبة بفتح تحقيقٍ دولي عاجل، فيما وصفت الأمم المتحدة الحادثة بأنها “تهديد مباشر لمسار التهدئة” ومؤشّر على انهيار سلطة القانون داخل القطاع.
وبينما تنصّ خطة ترامب على تشكيل لجنة فلسطينية مدنية لإدارة القطاع بإشرافٍ دولي، ألمح الرئيس الأميركي إلى أن حماس حصلت على تفويضٍ مؤقت للقيام بدورٍ شرطيٍّ لتأمين المناطق التي انسحب منها الجيش، وهو تفويضٌ يرى كثيرون أنه يفتقر للشرعية الأخلاقية بعد توثيق الإعدامات العلنية.
ويقول محللون إن حماس تدرك تغيّر المزاج الشعبي تجاهها، خصوصاً بعد احتجاجاتٍ غاضبة شهدها القطاع خلال الحرب، حمّلتها مسؤولية الزجّ بغزة في حربٍ دمّرت الحجر والبشر.
ويرى المراقب السياسي حسن سوالمة أن سلوك حماس اليوم “يمثّل ذروة تناقضها بين فصيلٍ مقاومٍ وسلطةٍ أمنيةٍ تبحث عن شرعيةٍ بالقوة”، مضيفاً أن “الدماء التي سُفكت بعد الهدنة ستترك ندوباً أعمق من الحرب نفسها”.
ويخلص إلى أن “القوة الحقيقية في غزة اليوم ليست في مَن يملك السلاح، بل في مَن يستطيع أن يُنهي فوضى السلاح دون أن يُعيد إنتاجها.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *