(فلا تبتئس) للكاتب الاديب أ/يوسف شعبان

(فلا تبتئس)
للكاتب الاديب أ/يوسف شعبان

إن مراقبة الساعة تجعلها تمضى ببطء قاتل، تملأ العقل بالذكريات، وأحداث للعمر وهو يمضى عبثا، وتفتح بابًا للماضي كان قد أغلق، تغمرك الذكريات خوفا من الغد، وندما على الأمس، تحرمك لذة اللحظة؛ وتسقيك مرارة الضياع، وتضع الدمع في عينك والقلق والخوف في قلبك، وتبدء الاسئلة تدور في رأسك، ويبدأ كل ما حولك في زيادة غضبك وانزعاجك؛ حتى دقات قلبك لن يتقبلها صدرك وتفاجئك رهبة ورغبة صارمة في الهروب من العالم، وحتى الهروب من نفسك وأن لك الهرب، فكل درب تسلكه يقودك للبداية، وكل ذكرى قديمة تلاحقك هنا و هناك، و كل ذكرى صيغت وعقدت داخل العقل؛ كأنها تود أن تهلكك حسرة بطول الضوء، و ندمًا وألمًا بعمق الظلام على الماضي، وتدرك مؤخرًا أن الحل؛ في المواجهة وهيهات للهروب والفرار