شريط الاخبار

فوتو كتابية/ ذلك الألم المتسمر في القلب

جريدة موطني

فوتو كتابية
ذلك الألم المتسمر في القلب
جاسم العبيدي
ارض بلا هوية وسماء بلا زرقة
أحلام امتزجت بما في إنائك مما أبقته لك السنوات العجاف من فقر مدقع اختلط بحنان ذلك الطفل الصغير الذي أحس انك تريدين شيئا ليس بإمكانك ان تفعليه
بينك وبينه على ما يبدو ارتباط روحي يشعر من خلاله انك بحاجة لشيء مما اجاد به عليه الآخرون
– أتريدين ان تأكلي الآن , خذي ولنأكل معا مرة لك وأخرى لي , لن تمدي الي يديك الحانيتين لتملأي معدتك مما بعثر في إنائي
– أومأت إليه بالإشارة , ومن نظرات عينيها أحس بهاجس جوعها
لم تبق لك الحروب سوى الانتظار , بقايا كتل من الأفرشة المطوية , ملابس رثة عفا عليها الزمن , وهذا الجدار الذي يفصل بينك وبين زمن العابرين , ذلك ما أورثته لك الأهوال الجسام يوم لم تجدي من بقايا من عرفتهم سوى عظام بالية وخرق بروائح نتنة تزكم أنوف العابرين
لقد بصقوا عليك ذات يوم وهم يمرون عليك , كانوا بين الأنقاض يسمعون أنينك , لم تعد أمامك صورة أمك ولا بقايا ابيك , ثيابك كانت انها مصبوغة بالوحل
تركوك إنسان بلا هوية , يومها أحاط بك الغرباء , جردك الانهيار من صوتك ولم يشاطرك احد الحزن
سيوفهم صافحت جسدك العليل ولم يعد أمامي سوى أن أتوقف عاريا مرتديا كفني احمل سارية الخوف من مصير مجهول أنت وهذا الطفل الصغير بدأتما بنقش الحجر بأسنانكما التي تآكلت من الجوع فباتت معدتك تتلوى
– يازمن الخوف الهارب في أسفار المدن المغسولة بالدم خذ مني كل شيء فقط لاتلمس جروحي “هكذا قالتها ودموعها تغسل وجهها المتعب ”
ياويلي من جيل يغلق ابوابه في وجهي
فانا ادري ان رؤوس الخونة قد تهاوت , وان الشوارع قد أعلنت مغادرة صمتها
ولكن اين هم ساسة بلدي الجدد هل انصفوني ؟؟ اليس لي حق العيش في هذا الوطن ؟؟
هم يحملون أصابعهم المليئة بالمحابس الفضية ويتشحون بأوراقهم النقدية
ونحن جيل الخرافة الذين نتساقط بين اذرع الخوف وملفات الفساد , نحن
ننهض في قواميس اللغة , بلهاء ومعوقين , وهم يولدون بافواههم ملاعق من ذهب
كيف نلثم جروحنا كيف ناكل طعم التراب وملح الارض وليس لنا وطنا نتكيء عليه يكفكف دموعنا ونحن نراهم
يباعدون بين ما يجري في عالم اليوم , هم لا يعيرونك اي اهتمام ولم يدخلون اسمك حتى في قواميسهم ربما يبصقون في وجهك عندما تعبر صورتك عليهم لا ادري كيف هزتني تلك اللقطة العابرة بين بيوت عارية
فماساتك لك وحدك , انت فقدت كلتا يديك ربما كانت الحرب الكيمياوية في حلبجة هي التي تركتك بين مربع مشؤوم , مربع البؤس المريع وما اسقطته الحروب من انائك المغسول بالدم وربما هم اولئك الغازون الذين عبروا قاراتهم ليستعمروا ارضك ووطنك وجسدك ويتركوك صورة لواقع مرير تحتضنك ارض بلا هوية وسماء بلا زرقة .

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار