في تعيين الوزراء العبرة ليست بالسيرة الذاتية انما بالانتاجية
بقلم: المستشار أشرف عمر
نبارك الي السادة الوزراء تزكيتهم واختيارهم من فخامة رئيس الجمهورية لتولي ادارة المرحلة القادمة في الدولة
وهذا حق اصيل له ينبغي عدم التدخل في هذا الاختيار اوالتعليق عليه لان الاختيار في كل الاحوال يتم علي اساس المرحلة القادمة وماذا ستحتاج من تنفيذ لسياسات واهداف مرسومة
ولذلك فان تزكية الرئيس واختياراته هي محل تقدير وذلك حتي نري طموح هؤلاء الوزراء علي ارض الواقع واهدافهم في ادارة المرحلة المقبله لانها مليئة بالتحديات الاقتصادية والاستثمارية والبشرية وهيكلة الجهاز الاداري الذي يأن بالبيروقراطية والبطيء في تنفيذ الاعمال
لان هذه الحكومة ليست حكومة رفاهيه كما يتمني البعض او يتوقع انما هي حكومة انتاج حقيقي وعبور من الازمات
لان الظروف في مصر مليئة بالتحديات الكبيرة اهمها علي الاطلاق التحدي الاقتصادي والنقدي ونقل مصر من بلد استهلاكي الي بلد صناعي مصدر لانتاجة حتي يتم تحسين المؤشرات الاقتصادية والنقدية للدولة
وهذا يحتاج الي عمل دؤوب من الوزراء لفتح اسواق عمل للمستثمر الاجنبي وتسهيل الاجراءات امامة بما في ذلك حرية خروج امواله الي الخارج وتسهيل اجراءات التصدير وتبسيط الضرائب وهذا يحتاج الي قرارات حكومية جريئة تساعد علي جذب المستثمر الاجنبي للاقامة في مصر
وكذلك فان المرحلة القادمة تحتاج من الحكومة الي اعادة تدوير الثروة البشرية في مصر والتي تحول اغلبها الي بلطجية واعادة تاهيلها والعمل علي تسويقها خارجيا بعد الاستفادة من اغلبها في المشاريع الاقتصادية وهذا يحتاج الي جهد كبير من الحكومة وعمل شاق في تغيير سلوكيات الانسان المصري وتغيير مفاهيمة من ناحيه التمسك بالشهادة الدراسية ليكون عامل في سوق العمل المصري والخارجي
لان سوق العماله في الخارج يواجه تحديات كبيرة بسبب سلوك المصريين وضعف انتاجيتهم
وكذلك فان المرحلة القادمة تحتاج الي رؤيا جديدة وواقعية لادارة الملف الصحي في البلاد لانه مثقل بالتحديات وينبغي النظر في تحديثة وتطويرة وقيام الدولة ببناء المستشفيات اسوة بالجامعات الخاصة لان الانسان المصري اصبح حقل تجارب للاطباء واستنزاف أمواله من قبل مجرمين الطب
علي الحكومة ان تعيد هيكلة الجامعات وان تكون واقعية في مخرجاتها وربطها بسوق العمل الفعلي وعليها اتخاذ قرارات باغلاق كليات بعينها نهائيا لتشبع سوق العمل بها وعدم الحاجة اليها فعليا والاستفادة باساتذة الجامعات الفائضين عن الحاجة في التعليم العام
علي الحكومة عبء الغاء التموين نهائيا وان يتم دعم الخبز فقط لكل المواطنين علي حد سواء
علي الحكومة هيكلة الاحراءات القضائية وتدعيم فكرة التقاضي عن بعد والاطلاع علي المستندات عن بعد اسوة بالدول المتقدمة
وكذلك علي الحكومة النظر في تثقيف المواطن والوقوف ضد الاسفافات الاعلامية والفنية لان بناء الانسان في مصر اصبح يعتمد علي الثقافة السمعية والبصرية
وكذلك علي الحكومة اعادة النظر في الخطاب الديني في بناء الانسان وتحفيزة وتهذيبة وان يتم الاستفادة باموال الوقف الخيري التابع لوزارة الاوقاف في بناء المستشفيات والانفاق عليها لان الانسان المصري مريض ويحتاج الي رعاية
علي الحكومة اعادة هيكله المحليات تماما واعادة النظر في المسؤولين عنها لتسريع اتخاذ القرارات وتنفيذها والقضاء علي الفساد فيها
وكذلك علي الحكومة توحيد جدول الرواتب في الدولة لوقف الهدر المالي في الميزانيةالتي تلتهم الرواتب الجزء الاعظم منها
البرنامج الحكومي مليئ بالتحديات الكثيرة التي تحتاج من الوزراء العمل الشاق والسرعة في اتخاذ القرار والعمل بروح الفريق الواحد وان يتم التخلص من الموظفين الغير منتجين واحالتهم للتقاعد وانهاء انتداب المستشارين لتخفيف العبء عن الموازنه العامة
مصر في مرحله بالغة الحساسية وتحتاج من الوزارء عدم الاعتماد علي سيرتهم الذاتية وانما سيتم تقيمهم علي اساس الانتاج الفعلي لبرنامج الحكومة وتنفيذ رؤيتها ونحسين المؤشر الاقتصادي والانتاجي والمعيشي
وهذا ما سيكون محل مراقبه من الجميع ونسئل الله التوفيق لمن وقع عليهم الاختيار لاستكمال المسار الحكومي
في تعيين الوزراء العبرة ليست بالسيرة الذاتية انما بالانتاجية