ادب وثقافة

( قراءة تشكيلية ) في اعمال الفنان السعودي/محمد المهدي

( قراءة تشكيلية )
في اعمال الفنان السعودي/محمد المهدي
بعنوان ( روعه التجربة التجريدية ودلالتها القوية في اعمال محمد المهدي )
بقلم الكاتبة المغربية دكتورة / سعاد ثقيف
————————————-
الفنان السعودي محمد مهدي إبراهيم المهدي من الفنانين التشكيليين القلائل الذين أدركوا أن الفن يجمع بين المتعة الجمالية و قوة إستكشاف المشاعر والأفكار المعقدة.
وفد أنتقل محمد المهدي من ربان القوات الجوية كضابط، صقل مهارات مثل الإنضباط والدقة والتفكير الإستراتيجي، إلى ربان للفن يتحدى المسارات التقليدية الفنية ليحتضن الحرية التي يعشقها فقام باستبدال الحدود المنظمة للحياة العسكرية بلوحة لا حدود لها من حيث التعبير الفني
. و إنبجاس الروح الإبداعية التي كانت مخفية بين ثنايا خشونه الحياة العسكرية و الزي الرسمي،الذي إستبدله بفرشاة رسم. فأخذ من الفن الإحساس بالحرية و البعد عن القيود الصارمة للحياة العسكرية.
وقد أستثمر المهدي خبراته السابقة في تطوير رؤيته الفنية، من خلال مشاركته في ورش تعليمية تحت إشراف كبار الفنانين في مصر وبريطانيا وأمريكا، مما أضاف عمقا إلى أسلوبه الفني.. أصبحت مواضيع لوحاته تتأرجح بين الإنضباط والفوضى وكأنما يدمج في اللوحة عناصر الطيران وإتساع السماء.
وعرض أعماله في ملتقيات العرض والمعارض
ومن ضمن إنجاذته انه اقام معرضا شخصيا في المملكه العربيه السعوديه
وكان شارك في معرض شخصي اخر في الشيخ زايد
وقد شارك أيضا في معرض شخصي في الإسكندرية
معرض شخصي اخر في تكسس أمريك
ومن صمن مشاركته انه شارك في أكثر من ٥٠ مشاركه جماعيه في مصر وخارجها
مما أدى إلى بناء سمعة طيبة لإسلوبه المميز. وأصبح فنه جسرا يربط تجاربه الماضية بتطلعاته الحالية.
شكل تبني المهدي للتجريد لحظة محورية في رحلته الإبداعية. أكتشف أنه من خلال الإنفصال عن قيود الفن التمثيلي، يمكنه توصيل حقائق أعمق وإثارة مشاعر خام تتجاوز حدود الأشكال التقليدية. فكانت كل ضربة فرشاة إنعكاسا لأفكاره ومشاعره الداخلية، ودمج عناصر السريالية والتعبيرية في أعماله، باسلوب غير مباشر
وكلها تسبح في دوائر التحريد مما خلق اسلوبا فريدا خاصا به. موظفا خياله الذي لا يعرف حدودا، مما سمح له بتجربة الألوان و الأشكال التي تتحدى التقاليد وتدعو إلى التأمل في أن إلهام الفنان محمد مهدي نابغ من خلفيته العسكرية وتقديره العميق لعالم يتطلب الدقة والإنضباط والإهتمام الشديد بالتفاصيل، وهي الصفات ترجمها بسلاسة إلى أعماله الفنية.
إن الإرتفاعات الشاهقة للسماء التي كان يصلها والآلات المعقدة للطائرة التي كان يقودها كانت تظهر في أشكال شاملة وتركيبات ديناميكية تثير إحساسا بالطيران والحرية.
بالإضافة إلى ذلك، نرى تناسق ألوان المناظر الطبيعية التي واجهها أثناء رحلاته، و التحولات في لون الضوء عند شروق أو غروب الشمس فوق الأفق أو الحركات السائلة للسحب المنجرفة عبر السماء. وكأن كل لوحة فنية ماهي إلا انعكاسا لتجاربه، ورؤية ما هو أبعد من التجريد
وفي عالمه الفني نجد أرض خصبة للتعبير المبتكر. بالنسبة للمهدي،و الإلتقاء في نقطة مركزية واحدة
ومع ذلك، يمتد إلهام المهدي خارج المجال المادي. غالبا ما يتعمق في تعقيدات المشاعر الإنسانية والتجارب المجتمعية، مستخدما الفن التجريدي كوسيلة لتوصيل المشاعر التي لا تستطيع الكلمات التقاطها.
يتميز عالم الفنان مهدي التجريدي، بأسلوبه الفريد الذي يحرره من قيود المساحة والكتلة، ويجعل من مشاعره وتجربته الشخصية بوصلة إبداعه. خريج معهد الدراسات الفنية بالظهران، استطاع الفنان محمد المهدي أن يجمع بين شغفه بالفن ورؤيته الفريدة للعالم من حوله، مما جعله يبرز كفنان يعمل وفق ما يشعر به، متجاهلا القوانين التقليدية للفن التجريدي. فهو يؤمن بأن الفن يجب أن يكون تعبيرا حرا عن الذات، وليس مجرد تطبيق لقواعد ثابتة. في لوحاته، تنطلق الألوان والأشكال في حرية مطلقة، مما يعكس عواطفه وتجربته الحياتية.

إن الفنان المهدي ليس مجرد فنان تشكيلي، بل هو رمز للإبداع الحر، الذي يثبت أن الفن يمكن أن يكون أداة للتعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين. من خلال أعماله، التي جمعت بين عناصر الفن الانطباعي والتجريدي، دون التقيد بالواقع المادي. ويستخدم الألوان للتعبير عن المشاعر بدلا من تمثيل الأشكال بشكل دقيق.
هكذا تجاوزت أعمال الفنان مهدي التجريد الانطباعي و الحدود التقليدية للفن، ليعبر، عن أفكاره ومشاعره بطريقة غير محدودة.
لقد ساهم التجريد الإنطباعي في تطوير الفنون التشكيلية، حيث أتاح للفنانين إستكشاف طرق جديدة للتعبير عن الذات والأفكار والمشاعر بشكل عميق.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار