جموح الصبى .
ورأيتُ طيفَكِ في خواصِ جوارحي
كيفَ استمَدَّ من النَّسيمِ كمائِلا.
ورأيت ُ ظلَّكِ يستعيرُ بِساطَ
ساحِرةٍ ويَلبَسُ في الظلال ِ خمائِلا .
ك َعروسُ طرَّزتِ التِّلالَ لباسَها
والأحجياتُ على النَّحيل ِ أيائِلا .
والنَّجمةُ العَجماءُ تسبَحُ قُربَها
والبدرُ يُكمِلُ في عيونِكِ سائِلا .
ويدورُ في فلكِ السّماءِ وحولَها
مُتَعالياً متجرِّداً متفائِلا .
وعبرتِ أوديةَ الجنائِنِ تلتَقي
الأرواحَ تَحمِلُ في الهبوبِ حمائِلا .
فيَتيهُ في وادٍ ويرجعُ تارةً
ويلُفُّ أنحاءَ الوِهادِ موائِلا .
وعلى الضَّبابِ رأيتُ وَجهَكِ ضاحِكاً
متبسِّماً يحوي السَّحاب َ نوائِلا .
والبؤبؤُ الممزوجُ زُرقةَ موجِهِ
ارتَطَمتْ بعاتِيةِ الرِّياحِ شمائِلا.
تتمايَلينَ على خدودِ نوافلِ
اللّيلِ القديمِ مودَّةً وغوائِلا .
أم تبلُغينَ نهايةَ الغسقِ الذي
تركَ الأثيرَ على الجبالِ دلائِلا .
ورِتاجُ بابِ القلبِ يُقرَعُ حينَما
تُعطي الطبيعةُ للعشيقِ بدائِلا.
ودِثارُ أرواحِ العبادِ دروعُ
تلبسُها البراءَةُ في الصدورِ غلائِلا.
ملكوا الدّهور َ لظنّهمْ لن يذهبوا
ويكونُ من عبرَ الزّمانَ أوائِلا .
بقي الرّمادُ على الطّلولِ مذكِّراً
من كانَ يعملُ في دُناهُ فضائِلا .
شعر مهدي خليل البزال .
جموح الصبى .
ديوان الملائكة.
الرقم الإتحادي 2016/037
3/7/2024