قهوتنا التى لم نشربها
بقلم: الشاعر مصطفى غانم
تعالى نشرب قهوتنا التي لم نشربها منذ زمن
تعالي نضحك ولا ندري ماهو السبب
تعالي نغضب ولا ندري ماهو السبب
تعالى نضرب البحر بأرجلنا
والبحر يسأل
بأي ذنب نخرج عليه بهذا الغضب
ولا يدري مثلنا
ماهو السبب
تعالى نغني على دندنات الموج
ربما يبعث فينا آلامل
ونرتقب الرياح والأعاصير
التى صارت ترتحل في رمادنا
ونحن نترنح بين الدوار
وبين الهروب منها في خجل
تعالى نشتهي وجه القمر
ونطارد حلمنا الذي تاه منا
وراء الأفق
ونطوف مع النجوم في متاهات السفر
وكيف كنا في خبايا الصمت نجتاح الزحام
وتخدعنا الآماني
وخلف المسافات …
يتمزق الوتر
والعمر يمضي ولا ندري له أثر
…….
لماذا فى صبانا تتألق الأحلام
وحينما يدور عليها أقدام الزمن
تتسلل من خلفنا وتعتلي الجدران
وتفر الطيور من أوكارها
وترتمي …
وسط الظلام
وتبعثرنا الرياح
فلا ندري …
هل كان سرداب عميق يختبئ بين ضلوعنا
وفى لحظة إستعادة الحلم
يجنح مع الطوفان
تعالي نشرب قهوتنا التي لم نشربها منذ زمن
ونرى الملامح حولنا كيف صارت
وكيف الوجوه عابسة تستجار
والعالم حولنا فى خفافيش الظلام …يحاصر حلمنا
ويقتلع الناس من أوطانهم
ويستبيح النساء والأطفال
فى فزع يفرون نحو السماء
والشيوخ في إنكسار
مطاردون ….
بين خرائط الزمن
وليس لهم إختيار
أيها الشعب المصلوب على حائط الأماني
وليس لهم وطن
إلى متى ستبقى تعاني
والأرض الحزينة فى مصيرها المجهول
والأقصي الذي يحاولون معه أن يزول
وبين أصداء الطبول
ننتظر المصير
ونحن نشرب قهوتنا
كما العالم حولنا على كل المقاهي يشربون
ويعاودون المسير
شعر/ مصطفى غانم
قهوتنا التى لم نشربها