كيفية تقيم المعلم لنمو التفكير لدى الطلاب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد الله الذي أسكن عباده هذه الدار وجعلها لهم منزلة سفر من الأسفار وجعل الدار الآخرة هي دار القرار، فسبحان من يخلق ما يشاء ويختار ويرفق بعباده الأبرار في جميع الأقطار وسبق رحمته بعباده غضبه وهو الرحيم الغفار، أحمده على نعمه الغزار، وأشكره وفضله على من شكر مدرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المختار، الرسول المبعوث بالتبشير والإنذار صلى الله عليه وسلم، صلاة تتجدد بركاتها بالعشي والأبكار، أما بعد إن التفكير بات ضرورة من ضروريات الحياة بالنسبة للإنسان ولا غنى عنه كالتنفس، ويبدو أن التعلم الفعال لمهارات التفكير الإبداعي أصبح حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، لأن العلم أصبح أكثر تعقيدا نتيجة التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في شتى مجالات الحياة.
فينبغي علينا جميعا أن نعي جيدا طرائق التفكير العامة، وإستراتيجيات تنمية التفكير لدى الطلاب، وكيفية تقيم المعلم لنمو التفكير لدى الطلاب، والسلوكيات التي يجب أن يتحلى بها المعلم من أجل توفير البيئة الصفية اللازمة لنجاح عملية تعليم التفكير، ولكن ما هو التفكير، فنقول هو سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير تم إستقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة اللمس، البصر والسمع، الشم والتذوق” فعليك أن تحاول مثلا أن تحل المسألة التالية ما نصف قيمة إثنين زائد إثنين ؟ وهل تسمع نفسك وأنت تمر في خطوات الحل؟ هل تسمع نفسك وأنت تقرر ما إذا كانت تأخذ نصف إثنين وإثنين ثم تجمعهما، أم تجمعهما ثم تأخذ النصف ؟ وإذا كنت تلاحظ ما يدور في ذهنك من عمليات وإذا كنت تعلم الخطوات التي تقوم بها لكي تحل المشكلة أو تتخذ قرار.
فأنت تقوم بالوعي والتفكير، وهناك رسالة من طالب يرسلها إلي أستاذه فيقول فيها يا أستاذي الكريم والمعلم الجليل عندما كنت أتأمل تلك الرسومات والأشكال جملة المحيا التي تسحر الناظر وتوقف الماشي وتمتلك تلابيب الفؤاد، لماذا لا يكون ذلك وهي نابعة من روحك قبل قلمك ومن جمال خيالك قبل رونق ألوانك؟ فيا أستاذي ومعلمي لقد أعجبني ما رأيته في غرفة التربية الفنية من شهادات حققتها وجوائز نلتها، ولكم كنت أنا وزملائي نسمع عن بعض الإبداعات التي كانت في حياتك سواء تلك المناظر الخلابة والخطوط التي خطها بنانك، ولكن آلمني أني لم أرى ذلك ثلاث سنوات قضيتها معك في المرحلة المتوسطة خصوصا وقد ذهبت أيام الابتدائية في رسم الشجر والسيارات فقط فلقد كانت حصة الفنية حصة الأعمال الشاقة من حمل أمتعة المدرسة وتنظيف الغرفة.
فيا أستاذي ومعلمي ما أجمل إختياراتك للألوان وحسن التنسيق بينهما متعجبا من عدم تناسق أخلاقك مع ذوقك فقلت سبحان الله ” وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة” فتعجبت من طيشك في بعض المواقف وسرعة إيذاء لسانك قبل يدك، وكم كان بعض الأساتذة يعيبون علينا عدم جمال خطوطنا وكلما أخبرناك بذلك لم تبدي لنا حراكا، حتى تخرجنا من المتوسطة ولم ننل شيئا فإنا الله وإنا إليه راجعون، فيا أستاذي الفاضل هذا بعض من نصحي وحبي لك جعلني أكتبها لك، وطلبي لكمالك حرضني على توجيهك، فأنت علم الخير ورمز الهدى للسائرين، والنظر إليك ليس كالنظر لغيرك، وصلاحك صلاح للجيل، فما أصبت من خير فهو من الله تعالي وما أخطأت فمن نفسي، والله ورسوله منه بريئان وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.