اخبار مصر

كيف ضرب القيصر مصيدة التسلل الأوكرانية… ؟؟؟ !!!

كيف ضرب القيصر مصيدة التسلل الأوكرانية… ؟؟؟ !!!كيف ضرب القيصر مصيدة التسلل الأوكرانية... ؟؟؟ !!!
كتب : وائل عباس

مما لا يدع مجالا للشك أن الزعيم الروسي ” فلاديمير بوتين ” يتمتع بعقلية مخابراتية لها طابع خاص فريد ومتميز ؛ عقلية لها بعد نظر وعمق فى أستقراء الأحداث وأستكشاف بواطن وعوارض الأمور السياسية ؛ تلك العقلية تستحق فعلا التوقف والدراسة عن قرب .
فهى تتمتع بسمات :

اولها : هو الثبات فى المواقف الصعبة وتحت الظروف الشديدة ؛ والقدرة على أتخاذ القرارات في ظل الضغوط التى تتعرض لها الدول الكبرى وزعمائها الذين يعتلون سدة الحكم فيها ؛ فبرغم العقوبات والحصار الأقتصادى الذى فرضته الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين على روسيا قامت روسيا بالعديد من ردود الفعل الحاسمة لأسقاط تلك العقوبات وفك ذلك الحصار ؛ فقد حولت أقتصادها لأقتصاد حرب بمعنى الكلمة ؛ و من أبرز تلك الخطوات التى اتخذتها هو أستبدال تصدير النفط والغاز الروسى من دول الغرب والتى قامت بفرض تلك العقوبات وتحويل معظمه إلى الصين والهند ؛ وتضيق الخناق على أستيراد تلك الدول الأوروبية والتى لا غنى لها عن الغاز والنفط فى جل حياة شعوبها وصناعاتها المتعدده وخاصة في فصل الشتاء ؛ وذلك من خلال التعاون الوثيق بين المملكة العربية السعودية وروسيا وتناغمهما من خلال منظمة أوبك وذلك للتحكم في السوق النفطى العالمى .

ثانيا : كانت الشخصية المخابراتية للرئيس الروسي حاسمة ضد كل من حاول أن يتعاون مع أعدائه أو حتى التقارب معهم والخروج من الصف ؛ وتم ذلك بتصفية كل خائن أو موال لسياسة الغرب ويتضح هذا جليا في تصفية ” يڤغينى بريغوجين ” قائد ميليشيات ڤاغنر ؛ والمعارض الروسى الأبرز ” اليكسى نافالنى ” أو حتى الطيار الروسى الهارب إلى أسبانيا ؛ وذلك على سبيل المثال وليس الحصر .

ثالثا : يقينا فأن الرئيس الروسي بوتين يعلم تماما أن قوة الولايات المتحدة الأمريكية ليست عسكرية فقط ؛ وأنما ايضا مستمدة من قوة اقتصادها وهيمنة الدولار على سوق التعاملات العالمية ؛ لذا فقد قام بخطوات سريعة ومؤثرة بتوسعة منظمة البريكس وسعى سعيا حثيثا على ضم الكثير من الدول ذات السيادة والتأثير كالمملكة السعودية ومصر وإيران ؛ وقام بزيادة التبادل التجاري مع تلك الدول بالعملات المحلية ؛ وقام بتطبيق تلك المعاملات سريعا على أرض الواقع ؛ ليفرض نظاما عالميا جديدا لا يوجد مكان فيه لأحتكارية دولار الأمريكان .

رابعا : ذكاء الرئيس بوتين لم يتوقف عند ما تم سرده فحسب ولكن طبيعة الأمريكان وحلفائهم من الغرب الأوروبى عندما ورطوه فى الحرب الأوكرانية ؛ وحاولوا أظهاره أمام العالم أجمع أن هذا الرئيس ليس إلا شيطان متجسد داخل أروقة الكرملين ؛ ذلك المعتدى على جيرانه المسالمين من أبناء الشعب الأوكراني الودود ؛ وتبنت الآلة الأعلامية لهم ذلك المشهد وحاولت تجسيده فى نفوس شعوب العالم ؛ فكان رده أشبه بملحمة وسيمفونية للحروب المخابراتية على مر العصور ؛ فقد قام سريعا وبالتنسيق مع حلفائه من الدول التى تناصب الولايات المتحدة العداء وفى مقدمتها الصين وبصفة خاصة الجمهورية الإيرانية ؛ قاموا بتحويل أنظار العالم من الغرب حيث الحرب الأوكرانية إلى الشرق الأوسط ؛ لينقلوا بذلك مسرح الأحداث العالمى من هناك إلى هنا حيث الشرق الأوسط فلسطين المحتلة تحديدا ؛ فقد قامت إيران بأدارة ذلك المشهد الذى نتابعه يوميا على شاشات التلفاز والذى نتج عنه إبادة سكان غزة وسقوط ما يزيد عن ٣٠ الف قتيل ؛ وذلك بالتنسيق ما بين إيران وحلفائها من قادة حركة حماس والتى بدات هجوم ساحق فى السابع من أكتوبر على إسرائيل بأوامر إيرانية وتنسيق مخابراتى روسى ؛ زلزلت فيه إسرائيل وشعبها بالكامل ودمرت المسالمين من سكان غزة لصالح مصالحهم الشخصية وولائاتهم إلى النظام الإيراني .

وتناغما مع الأوامر الإيرانية فقد قام حزب الله اللبناني بتشتيت الإسرائيليين من الشمال ؛ كذلك قام الحوثيون بضرب السفن المتجهة عبر مضيق باب المندب ؛ وتلاعبوا بإسرائيل وحلفائها وفى مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية .
وبغباء نتنياهو فقد قام بتأدية التطلعات الروسية على خير وجه ؛ وهى تشتيت أنظار العالم عن الحرب الروسية إلى تلك المجزرة التي أرتكبها ضد الشعب الفلسطيني .

و هنا ظهر الدعم الأعمى الذى تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين لإسرائيل دون مراعاة حقوق الإنسان التى يتزعمونها ليل نهار ؛ وظهر الوجه القبيح للقادة الغربيين والبيت الأبيض وسكانه وموظفيه ؛ من خلال دعم جزارى مزابح غزة ؛ فأكد بذلك بوتين قدرته على انتزاع ريادة العالم من أيدى الولايات المتحدة الأمريكية والتى يقودها رئيس أصابه الوهن والكبر ودهسته الشيخوخة ومزقه قطار العمر السريع .

وبذلك فقد أعلن سيد الكرملين من خلال تحركاته على الصعيد العسكري والأقتصادى والسياسى عن مولد نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب ؛ فقد فيه زعماء الغرب مصداقيتهم أمام شعوبهم من خلال دعمهم اللامنطقى لأوكرانيا بالأضافة إلى أستنزافهم اقتصاديا وعسكريا ؛ وجعل اسقاطهم بات قريبا بأيدى شعوبهم .

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
السديس : 5 مليون قاصد وزائر أستفادوا من برنامج إجابة السائلين في الحرمين في العام الماضي  رئاسة الشؤون الدينية بالحرمين الشريفين تعتمد الجدول الأسبوعي لأئمة المسجد الحرام والمسجد النبوي  معرض فني كويتي تراثي على أنغام الربابة في القاهرة  الكويت تشارك بمهرجان المسرح الخليجي بالرياض في 10 سبتمبر بمسرحية "غُصّة عبور" محمد البطران” قيادي و سياسي بدرجة إنسانية يدعم أهالي الهرم بأسعار مخفضة صاحب مبادرة “حلاوة المولد بج... توقيع اتفاقية تعاون بين الشبكة العربية للإبداع والابتكار والاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني محافظة البحيرة تبدأ مرحلة التقييم للمشروعات الخضراء الذكية لتصعيد 18 مشروع متميز للمنافسة في المبادر... مدير جامعة مليبار الإسلامية في كيرالا بالهند يكمل أربعين سنة خطيبا في جامع واحد و على منبر واحد . توقيع اتفاقية تعاون بين الشبكة العربية للإبداع والابتكار والاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني ورشة عمل عن "أدوات الإعلام السياحي" في صلالة بعمان