ادب وثقافةالشعر

ليلة الوداع الأخير

جريدة موطني

ليلة الوداع الأخير .

يا حلوكَ الليلِ لو تبقى ظليلا
كي نوَدِّع بعضَ مَثوانا طويلا .

كي نَشُمَّ الشَّوقَ ممزوجاً بحبٍّ
أو نواسي أمُّنا الزهرا قليلا .

جُرحُنا في كربلا ما زالَ ينزِف
والبَلا يا ربِّ كمْ كانَ ثقيلا .

صوتُ أمٍّ خافِتٍ تبكي وتدعو
يا إلهَ العرشِ هلْ هذا قليلا .

صوتُ طيفٍ يسبِقُ الأنسامَ حتّى
ظُنَّ أنَّ الطّيفَ يأتيهِم ْ عليلا .

واستجاروا سبَّحوا للّهِ طَوعاً
كمْ رفيقاً قربُهمْ أضحى خليلا .

نَمْ بحِجري نم بحُضني كي أشُمَّكْ
يا عريسَ المُجتبى طفلاً أصيلا .

إنَّ طفلاً ماتَ عطشاناً بِسهمٍ
أمْ ملاكاً بينَ كفَّيكَ القتيلا .

أمْ كفوفاً قُطِّعت من أجلِ حقد
إنّهُ العباسُ من كان َ الكفيلا .

ذاكَ حرٌّ ذاكَ قنديلٌ تدلّى
من عليٍّ أصلُهُ نسلاً سليلا .

ثلّة الأخيارِ من بيت ٍ عظيمٍ
قاتلوا جيشاً على الدّنيا ذليلا .

قاتلوا الشّيطانَ حتّى في نفوسٍ
أضرمَتْ نارَ اللَّظى حِقداً غَليلا .

خُيِّروا ما بينَ عيش ٍ في مذلة
فاستعاروا نجمةَ العَليا دليلا.

أبحروا شوقاً إلى أرضِ الحسبن
ليسَ بعدكَ يا حسين ُ بديلا .

هكذا كانَ حلوكُ الليلِ جرحاً
مع مرورِ الدّهرِ مقروحاً ثقيلا .

ما رأينا من مُصابِ الطف إلاَّ
أمرَ ربّ العرشِ في البلوى جميلا .

شعر مهدي خليل البزال.
ليلة الوداع الأخير .
ديوان الملائكة.
التاسع من شهر محرم 1446ه
الموافق 16/7/2024

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار