الرئيسيةمقالاتما دخلت الرشوة في بلاد إلا دمرتها
مقالات

ما دخلت الرشوة في بلاد إلا دمرتها

ما دخلت الرشوة في بلاد إلا دمرتها

ما دخلت الرشوة في بلاد إلا دمرتها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن إهتدى بهداهم إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الرشوة وعن أضرارها علي الفرد والمجتمع، والرشوة سبب للعقوبة العاجلة على من تعامل بها لأنها ظلم وبغي والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ” ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ” رواه أبو داود والترمذي، وما دخلت الرشوة في شيء إلا أفسدته، ولا في بلاد إلا دمرتها، ولا في أمة إلا أهلكتها، فإن دخلت في العلم والتعليم، وغزت المدارس والجامعات خرجت طلابا يملكون أعلى المؤهلات وهم لا يعرفون شيئا.

 

فوكّلت إليهم المهام العظيمة، وأسندت إليهم المسؤوليات الكبيرة، وعلقت بهم مصالح البلاد والعباد، فأضاعوها بجهلهم وقلة علمهم، وهذا من إسناد الأمر إلى غير أهله المؤذن بقرب الساعة، وإن كانت الرشوة في البناء والتعمير، كان الغش في المساكن والبنايات، وحينئذ لا يأمن الناس أن تخرّ بيوتهم على رؤوسهم، وقد حصل ذلك في بعض البلدان، وإن دخلت الرشوة مجالات الطب والصحة كانت حياة الناس في خطر، إذ يتطبب فيهم فاقد العلم والأمانة، فلا العلم يسنده في عمله، ولا يملك أمانة تمنعه من التجربة في عباد الله تعالى، وإذا كانت الرشوة في المناقصات وإرساء العقود تعطّلت مصالح العباد، وتقهقر عمرانهم، وتأخرت حضارتهم إذ يرى الناس أنه لا مجال للمنافسة الشريفة في ذلك، فيغادر الأكفاء منهم بلادهم إلى أخرى، يستطيعون فيها المنافسة والإبداع. 

 

وما هاجرت كثير من العقول الإسلامية المنتجة إلى البلاد الغربية إلا بسبب الفساد المالي والإداري الذي خيّم في كثير من بلاد المسلمين، وإذا تخلق بالرشوة أهل القضاء، أو حرّاس الأمن، فشت الجرائم وكثر الإعتداء، ورفع الأمن وحل الخوف، وبهذا يُعلم أيها الإخوة الكرام أن الرشوة لا تفشو في جماعة من الناس إلا فسدت أخلاقهم، وذهبت أماناتهم، وهم حريون بمقت الله تعالى وعقوبته، مع توقف عمرانهم، وكساد أرزاقهم مما يولد الفقر والجريمة، فواجب على كل مسلم أن يحذرها ويحذر منها، ويسعى في إنكارها، بنصيحة المتعاملين بها، والتبليغ عنهم إذا لم تجد النصيحة حماية لهم من الحرام، وردعا لغيرهم عن الفساد، وحفاظا على مصالح البلاد والعباد من الضياع، فالرشوة هي رشوة، وإن سميت باسم آخر تلبيسا وتحسينا لها. 

 

فكل مال سواء كان نقدا أم عينا، أم منفعة أم تسهيلات، أم خصومات خاصة تدفع لمن له ولاية مباشرة، أو بواسطة طرف آخر، ليستعين بها الراشي على ما لا يجوز له فهي رشوة، وإن سميت هدية، أو مقابل الخدمة، وأنه لا يخدم بخيل، ونحو ذلك، فهي سحت يأكلها المرتشي الملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست الرشوة خاصة بموظفي الدولة بل هي عامة في العاملين كوكلاء التجار ومديري وموظفي الشركات والبنوك ومندوبي التسويق وغيرهم ممن يعمل في مال غيره، ومن الرشوة خدمة المسؤول، وقضاء حوائجه، والعمل كسائق أو سكرتير خاص مقابل غض الطرف عن أخطائه، وتقصيره وغيابه عن العمل بغير عذر، نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

ما دخلت الرشوة في بلاد إلا دمرتها

ما دخلت الرشوة في بلاد إلا دمرتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *