متحف مصر العظيم: ولادة الضوء من ذاكرة الحجر
للكاتب عبدالحميد أحمد حمودة

ليس هذا المكان مجرد مبنى يضم قطعًا أثرية، بل كائن حيّ من زمنٍ آخر، استيقظ ليذكّرنا بمن كنّا.
يقف المتحف شامخًا عند حافة التاريخ، يمدّ يده إلى المستقبل، كأنه يقول إن الحضارة لا تُحفظ في الصناديق، بل تُروى كلّما مرّ إنسانٌ مبهور أمام قطعةٍ تنبض بالحياة.
في أروقته، لا تشعر أنك تتجوّل بين آثار، بل كأنك تسير في قلب ذاكرةٍ تتنفّس. كل جدارٍ فيه يحمل ظلّ فكرة، وكل تمثالٍ يهمس بسرٍّ من أسرار الوعي الأول، حين كان الإنسان يكتشف العالم ويصنع المعنى من الطين والنور.
هذا المتحف لا يحتفل بالماضي، بل يعيد تعريفه. إنه مساحة يلتقي فيها الإبداع بالحكمة، والروح بالحجر، لتولد من جديد قصة الإنسان الذي آمن بأن البقاء ليس في العمر، بل في الأثر.
من هنا تبدأ الحكاية مرة أخرى — لا كذكرى بعيدة، بل كيقينٍ بأن ما صُنِع في أرض مصر لم يكن تاريخًا فقط، بل وعدًا بالخلود.
متحف مصر العظيم: ولادة الضوء من ذاكرة الحجر

