مخاطر سلوكية تهدد اطفالنا: لعبة “روبلوكس” نموذجًا
اعداد ساهرة رشيد / العراق.
تمثل “روبلوكس” عالمًا افتراضيًا بديلًا يمنح الطفل شعورًا بالتحكم والإنجاز، مما يجعله أكثر تعلقًا بها على حساب تفاعله الواقعي. ومع مرور الوقت، قد يفضل بعض الأطفال هذا الواقع الرقمي على بيئتهم الحقيقية، فينعزلون اجتماعيًا ويفقدون التوازن بين اللعب والحياة اليومية
وتشهد المنصات الإلكترونية انتشارًا واسعًا بين فئة الأطفال والمراهقين، ومن أبرزها لعبة “روبلوكس” (Roblox) التي تحوّلت من مشروع تعليمي إلى فضاء رقمي مفتوح يثير قلق أولياء الأمور والباحثين في مجال السلوك الرقمي.
ما هي روبلوكس؟ لنعرف
تُعد “روبلوكس” منصة تفاعلية تسمح للمستخدمين بإنشاء ألعابهم الخاصة وخوض تجارب الآخرين داخل عالم افتراضي واسع، يجمع بين الترفيه والتواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من طابعها الإبداعي، فإنها أصبحت بيئة خصبة لسلوكيات غير منضبطة قد تمسّ سلوك الأطفال وتوازنهم النفسي والاجتماعي.
كيف بدأت ولماذا تحولت إلى مصدر قلق؟
انطلقت “روبلوكس” عام 2006 كأداة لتعليم مبادئ البرمجة للأطفال بطريقة مبسطة. غير أنّ توسّعها السريع وتحولها إلى شبكة اجتماعية افتراضية جعلها مساحة يصعب ضبطها، إذ تتيح التفاعل بين ملايين المستخدمين حول العالم عبر الدردشة النصية أو الصوتية، ما فتح الباب أمام محتويات وسلوكيات خارجة عن السيطرة الأسرية.
أبرز المخاطر السلوكية المرتبطة باللعبة
* انفتاح غير مراقب:
التواصل المباشر بين المستخدمين من مختلف الأعمار يعرّض الأطفال لمحتوى غير ملائم أو لمحاولات استغلال إلكتروني.
* الإدمان على اللعب:
نظام المكافآت والتقدم المستمر يدفع الطفل إلى قضاء ساعات طويلة أمام الشاشة، مما يسبب اضطرابات في النوم والتركيز وضعف التحصيل الدراسي.
*. الاستغلال المالي:
وجود العملة الافتراضية (Robux) يشجع الأطفال على الإنفاق العشوائي دون وعي بقيمة المال أو حدود الأمان الإلكتروني.
*. تشويه المفاهيم والسلوكيات:
بعض الألعاب داخل المنصة تتضمن مشاهد عنف أو أنماط سلوكية غير مناسبة، ما قد يؤثر في تكوين القيم والمفاهيم الاجتماعية لدى الطفل.
الإدمان والانعزال: خطر مزدوج
دور الأسرة والمربين
يؤكد المختصون أن الحل لا يكمن في المنع التام، بل في المتابعة الواعية والتوجيه الذكي من قبل الأهل والمعلمين، وذلك عبر:
تحديد أوقات محددة للّعب.
وتفعيل أدوات الرقابة الأبوية داخل اللعبة.
كما ان التحاور المستمر مع الطفل حول تجاربه في العالم الرقمي.
وغرس الوعي بأهمية التوازن بين الواقع الافتراضي والحياة اليومية.