مخالفات التعليم في أول أيام الدراسة.. جرس إنذار مبكر!
بقلم/ رضوان شبيب
لم يكد العام الدراسي الجديد يبدأ حتى فوجئ الرأي العام بوسيل من الحوادث والمخالفات التي شهدتها بعض المدارس في مختلف المحافظات، لتؤكد أن ملف الانضباط داخل المؤسسات التعليمية ما زال بحاجة إلى مراجعة جذرية. ما وقع في الأيام القليلة الماضية لا يمكن اعتباره مجرد “وقائع فردية”، بل هو مؤشر خطر إذا لم تتم معالجته سريعًا.
بورسعيد.. إهمال يكشفه المحافظ
في بورسعيد، وأثناء جولة تفقدية، اكتشف المحافظ بنفسه وجود طالبات خارج أسوار المدرسة بعد الطابور، مع غياب واضح لعدد من المعلمين، فأصدر قرارًا عاجل بإحالة مديرة المدرسة للتحقيق. الواقعة صادمة لأنها تمس أبسط قواعد الأمان داخل المدارس: الحفاظ على وجود التلاميذ في حرم المدرسة تحت إشراف كامل.
الجيزة.. مخالفات مالية وإدارية
أما في الجيزة، فقد كشفت لجنة تفتيش عن مخالفات مالية وإدارية في مدرسة فنية زراعية بإدارة العمرانية، ليستبعد مدير المدرسة لحين انتهاء التحقيقات. مثل هذه القضايا لا تتعلق فقط بفساد إداري، بل تعني هدرا لموارد التعليم وضياع لثقة أولياء الأمور في منظومة يفترض أن تكون قدوة في الانضباط.
الإسكندرية.. اتهامات بالتحرش والتعدي
الإسكندرية لم تخل هي الأخرى من الحوادث، حيث لا تزال التحقيقات جارية في قضايا تحرش وتعدّ ارتكبها معلمون بحق طالبات. بعضها انتهى بإحالة المتهمين للحبس الاحتياطي أو بأحكام قضائية، وأخرى ما زالت منظورة. هذه الوقائع تهز صورة المدرسة باعتبارها مكانا آمنا للتربية والتعليم، وتفرض ضرورة وجود إجراءات صارمة لحماية الطلاب والطالبات.
المنوفية.. مشاجرة بسلاح أبيض
في واقعة خطيرة، شهدت إحدى مدارس المنوفية مشاجرة بين طالبين وصلت إلى استخدام السلاح الأبيض، و أسفرت عن إصابة أحدهما. التحقيقات أسفرت عن استبعاد مديرة المدرسة مؤقتا، واتخاذ إجراءات بحق الطالب المعتدي. حادث كهذا يفضح غياب الرقابة وضعف التفتيش الأمني على مداخل المدارس.
مخالفات متفرقة في محافظات أخرى
لم تخل محافظات أخرى من مخالفات، فبين القليوبية والبحيرة وبني سويف سجلت حالات تقصير إداري وغياب للمدرسين و إحالات للتحقيق، إلى جانب تشديدات على لائحة الانضباط الخاصة بالزي المدرسي. بعض المدارس منعت الطلاب من دخول الفصول بسبب قصات شعر غير لائقة أو ارتداء إكسسوارات، في مشهد يثير جدلا حول الأولويات: هل الأهم الشكل أم الانضباط الفعلي داخل قاعات الدراسة؟
الدرس المستفاد
هذه الوقائع، التي لم يمر على بدء الدراسة سوى أيام قليلة عند وقوعها، تفرض على وزارة التربية والتعليم التحرك بشكل حاسم. لا يكفي إصدار بيانات التحقيق والاستبعاد، بل يجب وضع خطة وطنية عاجلة تشمل:
وجود لجان تفتيش مركزية مفاجئة في كل المحافظات.
إلزام المديريات التعليمية بنشر تقارير أسبوعية شفافة حول الوقائع والانضباط.
توفير حماية فعلية للطلاب من أي اعتداء جسدي أو نفسي.
إعادة النظر في آليات المتابعة اليومية للمعلمين والإداريين داخل المدارس.
إن ما جرى هو جرس إنذار مبكر: إذا كانت المدارس، وهي بيت التربية والتعليم، تشهد هذا الكم من التجاوزات في أول أسبوع، فماذا عن باقي العام الدراسي؟ إن إنقاذ ما يمكن إنقاذه يبدأ من محاسبة المقصرين وتفعيل الانضباط الحقيقي، حتى تعود المدرسة مكانًا آمنًا يُخرّج أجيالًا قادرة على بناء المستقبل.
مخالفات التعليم في أول أيام الدراسة.. جرس إنذار مبكر!
