الدكروري يكتب عن حقوق الإنسان فى الإسلام
الدكروري يكتب عن حقوق الإنسان في الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن حقوق الإنسان في الإسلام، كلها الخير والعدل والهدى، أمّا ما نسمعه الآن وما تحمله لنا وكالات الأنباء من هذه الجرائم المتعددة التي أصبح الإنسان لا يأمن في جو ولا بحر ولا أرض إنما هي والعياذ بالله نتيجة تلك القلوب القاسية المجرمة الآثمة، التي لا ترتبط بأى دين، ولكن تريد بث الفساد في العالم، أعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وطهّر مجتمعات المسلمين من كل سوء، وحفظهم من كل بلاء، إنه على كل شيء قدير، وإن من أهم الوسائل لتربية الطفل ثقافيا وعلميا دور الحضانة والمدرسة، وينضم إليهما ما يسمى بالكتاتيب، فهي لا زالت موجودة في بعض القرى، ويجب على الوالد أن يحسن اختيار دار الحضانة التى يودع فيها ابنه، وأقصد هنا الحضانة التعليمية التثقيفية.
وليس حضانة الرضع والصغار دون سن الرابعة، والطفل في سن الحضانة يحب جدا المعلمة ويتخذها قدوة، وهى عنده بمنزلة الأم خصوصا إذا كانت عطوفة عليه، وتقوم بواجب رعايته بأمانة، ومن ثم فهى تؤثر في شخصيته بدرجة كبيرة، وكلما كانت المعلمة قدوة حسنة، وملتزمة بأخلاق الإسلام وآدابه وتعاليمه، كلما خرج الطفل وتعلم بطريقة أفضل، وكلما كانت المعلمة ذات ثقافة وعلم كلما كانت أكثر قدرة على بث الآداب والفضائل في الأولاد، وأشد تأثيرا فيهم، فتعليم الأطفال يحتاج إلى دراسة واعية وإلى خبرة وعلم، وقد افتتحت في كثير من كليات التربية أقسام للطفولة، لتخرج معلمات لدور الحضانة يكن على درجة كبيرة من الثقافة والعلم بطبيعة تلك المرحلة، وسُبل التعامل مع الأطفال الصغار.
ولا بأس إن كان الوالد يقدر أن يجلب لولده معلما يعلمه القرآن، والآداب، والفضائل في المنزل، وهكذا كان يفعل قديما الأمراء والخلفاء والأعيان، وكل من لديهم مقدرة مالية على ذلك، وقد جلب عتبة بن أبي سفيان لأولاده معلما، وكان مما أوصاه به”ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بنيّ إصلاح نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت، وعلمهم كتاب الله، ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه، ثم روهم من الشعر أعفه، ومن الحديث أشرفه، ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم” ويروى أن المفضل بن زيد رأى مرة ابن امرأة من الأعراب فأعجبه، فسألها عن حاله فقالت “إذا أتم خمس سنين أسلمته إلى المُؤدب.
فحفظ القرآن فتلاه، وعلمه الشعر فرواه، ورغب في مفاخر قومه، ولقن مآثر آباءه وأجداده، فلما بلغ الحلم حملته على أعناق الخيل، فتمرس وتفرس، ولبس السلاح، ومشى بين بيوت الحي، وأصغى إلى صوت الصّارخ” وعندما يكبر الطفل قليلا ليلتحق بالمدرسة، تصبح المدرسة من أكبر العوامل المؤثرة في ثقافته، وذلك لأن الوقت الذي يمكثه في المدرسة كبير نسبيا بالمقارنة بالوقت الذى يقضيه فى المنزل إذا ما حذفنا وقت النوم، كما يؤثر المدرسون في الطفل بدرجة كبيرة، فهو يعتبرهم قدوته ومثله الأعلى، ومنهم يستمد القيم والمعتقدات والمفاهيم، وعلى الوالد أن يدفع بولده إلى مدرسة ذات سُمعة طيبة حسنة، ومدرسين متميزين، وعليه أن يشجع الولد على الاشتراك في الأنشطة المدرسية.
وفي الجماعات المدرسية، وخصوصا جماعة المكتبة والجماعات العلمية الأخرى، وجماعة الإذاعة المدرسية، وعلى الدولة أن تهتم بالمدرسة وإمكاناتها، وبالمعلمين وتدريبهم وأخلاقهم، وبالمناهج التعليمية وشمولها ومعاصرتها، وصياغتها بصورة مشوقه للطلاب، وأن نهتم بمادة التربية الإسلامية حتى تصبح المدرسة قادرة على القيام بالدور الثقافي، والديني المنوط بها.