عرفات وموعظة الجبل
عرفات وموعظة الجبل
• اجتمع لرسول الله “صلي الله عليه وسلم” فى حجة الوداع ما لم يجتمع له من قبل ، فنظر أمامه وعن يمينه ويساره فإذا أصحابه مد البصر فسعد بأن رأى ثمرة كفاحه وجهده .
• اجتمعوا إليه طائعين محبين بعد أن عادوه وحاربوه طويلاً وقال: استنصت الناس يا جرير ، فأنصتت الدنيا كلها لكلمات النبي التي سيودع بها أصحابه والدنيا كلها بعد أن ملأها نوراً وضياءً ورحمةً فقال لهم :-
• اسمعوا قولي لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدآ .
• أيها الناس: إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا ، فى شهركم هذا، فى بلدكم هذا .
• إلا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، فأسقط دماء وربا الجاهلية وأول ربا أسقطه ربا عمه العباس .
• أيها الناس: إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ، ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك فاحذروه على دينكم .
• اتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، إن لكم عليهن حقاً ولهن عليكم حقاً .
• أيها الناس اسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد حبشي مجدع ، ما أقام فيكم كتاب الله .
• أرقاءكم أرقاءكم ، أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون ولا تعذبوهم .
• لا يحل لا مريء من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه .
• لا ترجعوا بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض .
• تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً ” كتاب الله وسنتي ” .
• ألا فليبلغ الشاهد الغائب ، إنكم ستسألون عنى فماذا أنتم قائلون ، فارتفعت أصواتهم بالبكاء والهتاف : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت .. فاطمأن الحبيب إلى شهادة أصحابه فرفع أصبعه إلى السماء قائلاً : اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد .
• هذه هي الوصية الجامعة التي ودع بها النبي محمد الدنيا كلها ..
*أما عيسى عليه السلام فتعد موعظة الجبل هي أعظم وأشمل وأجمل مواعظه وكأنه يودع حوارييه وأحبابه مثلما فعل الرسول في خطبة الوداع .
• وقد بدأ المسيح موعظة الجبل بالبشرى والتطويب لأصناف معينه عدها فى بداية موعظته منهم على سبيل المثال : طوبى للمساكين بالروح ، طوبى للحزانى ، طوبى للودعاء ، طوبى للجياع والعطاشى إلى البر، وطوبى للرحماء ،
ثم كانت الموعظة فى قوله “أنتم ملح الأرض . وبالملح نصلح طعامنا فإذا فسد الملح ماذا يصلحه” وكأنه يعظ البشر جميعا ويحثهم على أن يكونوا صالحين مصلحين .
عليه وعلى نبينا أفضل صلاة وأتم سلام .