الرئيسيةتعليممع بداية العام الدراسي الجديد..بقلم: محمود عبد الظاهر محمد
تعليممقالات

مع بداية العام الدراسي الجديد..بقلم: محمود عبد الظاهر محمد

مع بداية العام الدراسي الجديد..بقلم: محمود عبد الظاهر محمد

يطلُّ علينا العام الدراسي الجديد حاملًا معهُ تجدُّدَ الآمال والأحلام. أقدِّمُ في هذا المقال نصائحَ خالصةً لوجه الله تعالى إلى طلبتنا الأعزاء في جميع مراحل التعليم، وإلى أساتذتنا الأفاضل، وإلى أولياء الأمور الكرام.

أولًا: إلى الطلاب الأحباب. 

أيها الطلاب، إنَّ العلمَ يرفعُ من شأنكم في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [سورة المجادلة: 11]. هذه الدرجات قد تكون في الدنيا، أو في الآخرة، أو فيهما معًا.  

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ» [رواه مسلم، كتاب الذكر والدعاء، رقم 2699]. وقال أيضًا: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ» [رواه أبو داود، كتاب العلم، رقم 3641، وصححه الألباني].  

وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه:  

«أخي لن تنالَ العلمَ إلا بستةٍ *** سأنبيكَ عن تأويلها ببيانِ  

ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبلغةٌ *** وصحبةُ أستاذٍ وطولُ زمانِ»  

إنَّ فضلَ العلم عظيمٌ في ديننا الحنيف، وضد العلم الجهل وقيل: «يفعلُ الجاهلُ بنفسه ما لا يستطيع عدوُّه أن يفعله به»، 

وقيل: «مَن ذاقَ ظلمةَ الجهلِ، أدركَ أنَّ العلمَ نورٌ».  

فاحرصوا، أحبابي، على طلب العلم كلٌّ في مجاله، واحترموا أساتذتكم، فهم يبذلون جهدًا عظيمًا من أجلكم، يقفون على أقدامهم لتعليمكم، ويقدِّمون نصائحَ غاليةً لن تعرفوا قيمتها إلا في حينها. وفقكم الله لكل خير وسدد خطاكم وأقلامكم وأنار بصيرتكم .

ثانيًا: إلى السادة المعلمين والمعلمات الأفاضل. 

أيها المعلمون، اتقوا الله في تلاميذكم، ولا تبخلوا عليهم بمعلومة أو تقدير أو دعم. تذكَّروا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ» [رواه البيهقي في شعب الإيمان، رقم 5312، وحسَّنه الألباني]. هذا العمل الذي تتقاضون عليه أجرًا، أحسنوا إتقانه لتنالوا محبة الله ورضاه.  

وقال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» [رواه البخاري، كتاب الجمعة، رقم 893، ومسلم، كتاب الإمارة، رقم 1829]. تلاميذكم من رعيتكم، وسيسألكم الله عنهم يوم القيامة، فكونوا قدوةً حسنةً لهم وأخلِصوا لله اي تعليمهم.

ثالثًا: إلى أولياء الأمور الكرام. 

إنَّ التعليمَ والتربيةَ السليمة تبدآن منكم، فلا تهملوا أبناءكم، وأحسنوا معاملتهم، واعلموا أن الله يرزقهم وإياكم. استعينوا بالله في هدايتهم وتوفيقهم، وتأكدوا أن نجاحهم يبدأ من دعمكم. هم يسعون لأجلكم، وأنتم تسعون لأجلهم، فاتقوا الله، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [سورة الطلاق: 2-3].  

ومن أوجه الإستعانة بالله في طلب العلم تقواه قال تعالى : ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.﴾

[ البقرة: 282]

التعليم يأتي بالتقوى، والتربية تأتي بالتقوى، والرزق يأتي بالتقوى. جعلنا الله وإياكم من المتقين، ووفقنا لنصرة الإسلام والمسلمين، وهدانا إلى الصراط المستقيم.

خاتمة : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق وحبيب الحق، سيدنا محمد، الفاتح لما أُغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، والهادي إلى صراط الله المستقيم، وعلى آله وصحبه أجمعين.

✍️ كتبَ : محمود عبد الظاهر محمد  

خرِّيج كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بأسيوط_ شعبة التفسير وعلوم القرآن الكريم سنة ‘ 2025 ‘ 

نائب مدير مكتب أسيوط لدى جريدة موطني  

 

🖋️ «العلم نورٌ، والجهل ظلمةٌ، فاسلكوا طريق النور» 🖋️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *