الرئيسيةثقافةمع جمال الفكر و الفقه الإسلامي
ثقافةمنوعات

مع جمال الفكر و الفقه الإسلامي

مع جمال الفكر و الفقه الإسلامي

[ مع جمال الفكر و الفقه الإسلامي ]
” الحلقة الخامسة “
بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد كاتب و باحث و تربوي مصري ٠

( لا واجب مع العجز، ولا محرم مع الضرورة ) – قاعدة فقهية ٠

قال تعالى :
( لا يكلف الله نفسا إلاوسعها )
( فاتقوا الله ما استطعتم )
( و ما جعل عليكم في الدين من حرج )
و قال النبي صلى الله عليه و سلم :
“إذا أمرتكم بأمرٍ، فأتوا منه ما استطعتم”.
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أخي الكريم و الصديق الحميم ٠٠
في البداية عندما نتوقف بعد رحلة تأمل و اعتبار في الفكر و الفقهه الإسلامي الذي يهتم بعبادة و حياة الناس من خلال مقاصد الدين القيم ٠٠
و في واقع إطار قاعدة فقهية أصيلة ، تنظم لنا الأحكام و الفتاوى و تراعي الأحوال و الزمان و المكان و القدرة المادية و المعنوية لهذا الإنسان في توازن مع تطور الحياة و القضايا العصرية و المستحدثة دون خلل بالثوابت أيضا ٠

” لا واجب مع العجز، ولا محرم مع الضرورة ” ٠
و بعد هذا فقد قمت بجمع عشرات المسائل من بين مئات المسائل التي تنطوي تحت مفهوم القاعدة الفقهية بفكر وسطي معتدل حيث الأحكام الفرعية يأتي فيها عدة آراء تتلاقى و هذا من باب الأمانة العلمية في تناول مضمون الأحكام شكلا و مضمونا دون تشدد و مغالاة و فهم مغلوط و تعصب لمذهب فقهي معين أو جهل مطبق هكذا ٠٠
و هذا من بعض قراءاتي المتواضع حول الشريعة من كتب الفقه المضاف الى المتقدم للمذاهب المتعددة في روح تنهض بنا فقد اتفقت الأمة في أحام الأصول و الثوابت و تبقى النظرة في الفروع و الأمور الجديدة العصرية بين العمل و العلم ٠٠

و من خلال هذه القاعدة السابقة و الجامعة لشؤون المسلم و التي تُبنى عليها الأحكام و الفتاوى ٠٠
فعندما ننظر في الفقه على المذاهب الأربعة نجد جمال هذه القاعدة الفقهية بمثابة مفتاح التفكير الإسلامي القائم على ريادة العقل لفهم النقل الصحيح و الهدف من المتن ( النص ) قران و سنة وردت بالطبع ٠
و الأمثلة كثيرة معايشة تطبيقيا دون وصاية من فقيه ينتمى لفكر ما يتبني التضيق دون وجه حق فيظلم معه الشريعة و ينفر الناس من دين الرحمة حسب الاستطاعة ٠
نعم “الضرورات تبيح المحظورات” ومن ثم الحج يسقط عندما لا تتوافر المقدرة الصحية و المال ، و الصيام فله رخصة ، و جمع و قصر الصلاة ، و التكليف برمي الحصى و دفع قيمة الذبح في صك للتعذر و المشقة و بناء كذا طابق في الحرم تسهيلا من الازدحام و العربيات الكهربائية و غير ذلك ٠٠
و قد أبيحت الميتة عند المخمصة، وإساغة اللقمة بالخمر لمن غصّ ولم يجد غيرها، وأبيحت كلمة الكفر للمكره.
وإذا عمّ الحرام قطْرًا بحيث لا يوجد فيه حلال إلا نادرًا؛ فإنه يجوز استعمال ما يحتاج إليه، ولا يقتصر على الضرور ٠
أضف إلى بعض الأمثلة:
كما تباح صلاة الجماعة حيث الازدحام و صلاة الجمعة و الجنائز و أيضا تعذر الصلاة واقفا و عدم وجود ماء للطهارة و للوضوء و جمع الصلاة تقديما و تأخيرا و اختصارا و كل هذا لعلة لها وجاهتها فكرا وفقها ٠

و في عملية التقدم المأموم على الإمام من قال تبطل الصلاة و منهم من قال مكروها ٠٠
و رأي يتمشى مع تغير الكثافة السكانية و الازدحام و الواقع أجاز أنها تصح مع العذر دون غيره ٠
فمثلا ما إذا كان زحمة فلم يمكنه أن يصلي الجمعة أو الجنازة إلا قدام الإمام، فتكون صلاته قدام الإمام خيرا له من تركه للصلاة.

وهذا قول طائفة من العلماء وهو قول في مذهب أحمد وغيره.
و الإمام مالك رضي الله عنهم فقهاء يراعون المصلحة ٠٠
وهو أعدل الأقوال وأرجحها؛ وذلك لأن ترك التقدم على الإمام: غايته أن يكون واجبا من واجبات الصلاة في الجماعة ، والواجبات كلها تسقط بالعذر، وإن كانت واجبة في أصل الصلاة؛ فالواجب في الجماعة أولى بالسقوط؛ ولهذا يسقط عن المصلي ما يعجز عنه، من القيام والقراءة واللباس والطهارة وغير ذلك…
الحيض والنفاس ليسا من موانع الإحرام، ولا يترتب عليهما فساد الحج أو العمرة إن حصلا خلالهما، ولا يمنعان شيئًا من أعمال الحج والعمرة إلا الطواف ٠٠
و في الرضاعة حولان لكن ممكن الاختصار و الاعتماد على الرضاعة الصناعية مراعاة لصحة الأم ، و العزل لتنظيم النسل في التربية ٠٠
و التعامل مع المصرف – البنك – حيث الخوف على المال و أصبح جميع التعامل بنكي و بالرقم القومي و المحمول لضمان الإيداع و السحب و التحويل و التجارة و العلاج و التعليم و الاستثمار و كل ذلك من باب المصاريف الإدارية ٠
فهذه المعاملات و الآداب جمعتها مجملة سريعة كي يعلم المسلم الهدف من التغير مع تطور عجلة الحياة في نواحي كثيرة و لا سيما المستحدثة ٠٠ الخ ٠

  1. و في النهاية كل هذه المسائل تسقط بعدم القدرة و الاستطاعة لرفع الحرج و المشقة و مع جمال الفكر و الفقه الإسلاميالعنت من باب الرحمة و الله يحب أن تأتي رخصه كما يحب أن تأتي عزائمه دائما ٠
    و للحديث بقية إن شاء الله ٠
    و على الله قصد السبيل ٠

مع جمال الفكر و الفقه الإسلامي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *