مفيد فوزي … الصديق الذي رحل
لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة عادل شلبى
رحل الصديق، والأخ العزيز، الإعلامي القدير، مفيد فوزي، صاحب أشهر برنامج تلفزيوني في ماسبيرو؛ “حديث المدينة”، الذي أطلق لقب “المحاور” على كل إعلامي، يقدم برنامجاً متميزاً على الشاشة الصغيرة.
يعود تاريخ معرفتي بأخي العزيز مفيد، في بداية عملي مديراً للشؤون المعنوية، بالقوات المسلحة المصرية، عندما أقنعت السيد المشير طنطاوي، رحمة الله عليه، بأ للهن يحل ضيفاً، لأول مرة، على برنامج تليفزيوني، للحديث عن احتفالات أكتوبر، ليتعرف شعب مصر على انتصارات القوات المسلحة، واخترنا “حديث المدينة”، ذلك البرنامج المتميز، الذي استطاع خلاله، مفيد فوزي، بأسلوبه المبتكر، وبراعته الإعلامية، أن يظهر للمشاهد المصري، الوجه الآخر للمشير طنطاوي، الرجل المصري، الحافظ لأشعار المتنبي، والجارم، والشغوف بالموسيقى العربية، بالإضافة إلى بطولاته، كبطل عسكري مقاتل خلال حرب أكتوبر المجيدة، خاصة في “معركة المزرعة الصينية”.
ومنذ ذلك الحين، أصبحنا أنا، والعزيز مفيد فوزي، أصدقاء بمعنى الكلمة، وعزز من صداقتنا، زوجته الإذاعية الراحلة، آمال العمدة، التي كانت ضمن فريق الإعلام العسكري، والتي رغم إصابتها بالمرض اللعين، إلا أنها لم تتوان، يوماً، عن الإخلاص في عملها، حتى وهي في طريق عودتها، يوماً، من رحلة علاجية في الخارج، عندما هاتفتني، للاتفاق على تقديم حلقات احتفالات حرب أكتوبر العظيمة، وبالفعل سجلت حلقات كاملة، رغم مرضها الشديد.
وتواصلت الصداقة بيننا، وأذكر جلساتنا المطولة سوياً، لإعداد سكريبت حلقات الرئيس الراحل حسني مبارك. ولما صرت محافظاً للأقصر، كان أول حوار لي منها في برنامج “حديث المدينة”، وخلاله عرضت خطة تطوير الأقصر، ومن الصدف أن زوجته الراحلة آمال العمدة، كانت من أهالي الأقصر، وممن تم إزالة منزلها أثناء أعمال التطوير، إلا أنهما باركا عملية التطوير، وكانا من أشد المشجعين لتنفيذ خطة تطوير الأقصر، التي ظل يتابعها عن قرب، ويعرض إنجازاتها في برنامجه المتميز.
ولم تنقطع اتصالاتنا، حتى خلال أحداث يناير 2011، التي كنا نتبادل الآراء بشأنها، من غرفة مكتبه، بمنزله المطل على حديقة نادي الصيد، بينما نحتسي أكواب القهوة، التي كان يحرص على إعدادها بنفسه، رغم محاولات ابنته حنان، التي كانت نعم الابنة البارة بوالدها، والتي كنت دائماً ما اتصل بها للاطمئنان على حقيقة حالته الصحية.
ولكن هكذا هي الحياة، نتقابل ونتصادق، ثم يفرقنا الموت … فاللهم ارحم هذا الأخ والصديق الغالي، الذي قدم للإعلام المصري، أعمالاً كثيرة، منذ أن كان معداً للبرامج، وحتى أسس مدرسته المتميزة في الإعلام المصري والعربي.