ملازمة تقوى الله وحسن الخلق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة وجعل أمتنا وله الحمد خير أمة، وبعث فينا رسولا منا يتلو علينا آياته، ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تكون لمن إعتصم بها خير عصمة، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله للعالمين رحمة وخصه بجوامع الكلم، فربما جمع أشتات الحكم والعلم في كلمة أو شطر كلمة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة تكون لنا نورا من كل ظلمة، وسلم تسليما كثيرا أما بعد فيا أيها الناس أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وإتقوا يوما الوقوف فيه طويل والحساب فيه ثقيل، أما بعد يا عباد اتقوا الله واعلموا أن من أدلة الأمر بملازمة تقوى الله وحسن الخلق هو في دفع مصائب الحياة وفتنها، حيث روى البخاري ومسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة.
” فأتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك ” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة وجدها تبكي عند قبر على ولد لها “اتقي الله واصبري” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء فان أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء” وكما أن من أدلة الأمر بملازمة تقوى الله وحسن الخلق هو بإجتناب كل محرم أو ما هو ذريعة إليه، وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فروج حرير، فلبسه فصلّى فيه، ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له، وقال “لا ينبغي هذا للمتقين” وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دمائهم، واستحلوا محارمهم” وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ” اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب” وكما أن من أدلة الأمر بملازمة تقوى الله وحسن الخلق هو بفهم الكتاب والسنة فهما صحيحا، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إذا حدثتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا، فظنوا به الذي هو أهدى، والذي هو أهنا، والذي هو أنجى، والذي هو أتقى” رواه أحمد، وجاء بلفظ إذا حدثتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا،
فظنوا به الذي هو أهداه، وأهناه، وأتقاه” رواه أحمد، فاعلموا عباد الله أن التقوى كلمة عظيمة مفتاحها مراقبة الله تعالي في السر والعلانية، وميزانها عبادة لله صافية، وثمارها سعادة دنيوية وكرامة أخرويه، فالتقوى رقيب يقظ، وحارس ساهر على القلوب، وهي معدن الخيرات وكنز البركات، ورفع البلايا والأزمات، والتقوى خير زاد ليوم المعاد، يوم الحساب والجزاء والوقوف بين يدي رب العباد، والتقوى أن تجعل بينك وبين ما حرّم الله حجابا وحاجزا، تعمل بأوامره وتجتنب نواهيه، وقد عرّف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه التقوى فقال “هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل” والتقوى كانت وصية الله عز وجل لعباده الأولين والآخرين فقال عز وجل ” ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ”
وهي أيضا وصية رسوله صلى الله عليه وسلم لأمته جميعا “أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة” فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على محمد بن عبدالله كما أمركم الله في كتابه وقال صلى الله عليه وسلم “من صلى عليّ صلاة واحدة، صلى الله عليه بها عشرا” اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
ملازمة تقوى الله وحسن الخلق


