من سطور قديمة جدا ” الضنا غالي “
بقلم حسين عبد اللطيف
من سطور قديمة جدا ” الضنا غالي “
ربما ما كان شيئا يمكن أن يوقظها من نومها بعد إنتصاف الليالي ،
فهي تنام مبكرة جالسة متعبة مرهقة أمام شاشة التليفزيون يصدر عنها شخيرا خفيفا كأنه الهمس ،
لا لا يكفي لإيقاظها صخب الليل كله، و إن كان جد قوي ،
و لا حتى اصوات السيارات في الشارع ، و لا حتى بكاء طفل ما، و لا نباح الكلاب، و لا نعيب البوم، و لا القوارض التي تقرض، و لا العوارض الخشبية التي تطقطق ، و لا الريح العاتية التي تعصف خارج المنزل و على الأسطح و لا حتى المطر و صوت الرعد و البرق، و لا قرقعات الأثاث المتهالك و الستائر المنسدلة على الشبابيك ،
شيء واحد كان يوقظ أمي، شيء واحد ، وقع خطواتي وحده كان يوقظها من نومها العميق، و ليس مدعاة أنها خطوات صاخبة جدا، على العكس تماما ، كنت أخلع حذائي و اسير حذرا على أطراف أصابعي محاولا التسلل إلي غرفتي حتى لا يراني أبي.
و لقد حاولت مرارا كثيرا أن أجد سببا وجيها لذلك إلا أنني كنت ولدها.
من ” سطور قديمة جدا ” الضنا غالي “